سيرة

ساذج نصّار

سيرة

ساذج نصّار

1900, حيفا
1970, دمشق

ولدت ساذج نصّار في مدينة حيفا. والدها الإيراني الأصل هو الشيخ بديع الله بهائي من مدينة عكا. زوجها: نجيب نصّار. ابنها: فاروق.

درست ساذج نصّار في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وتخرجت فيها.

بدأت حياتها المهنية سنة 1923 بكتابة المقالات في جريدة "الكرمل" التي أسسها زوجها نجيب نصّار سنة 1908 في مدينة حيفا. ثم صارت تساهم مع زوجها في تحرير هذه الجريدة وإدارتها.

افتتحت ساذج نصّار سنة 1926 زاوية في جريدة "الكرمل" باسم "صحيفة النساء"، صارت تعالج موضوعات اجتماعية بأقلام رجال ونساء. وفي سنة 1932، أصبح لها زاويتان في الجريدة، إحداهما نسائية والأخرى اجتماعية.

تميّزت مقالات ساذج نصّار عن المرأة بروحها التحررية، إذ هي حثت الأمهات الفلسطينيات على تربية أولادهن على أساس المساواة  بين الولد والبنت، ودعت إلى تعليم المرأة الفلسطينية وتوفير فرص العمل أمامها، وهاجمت العيوب الاجتماعية السائدة في المجتمع، كما شجعت النساء الفلسطينيات على دخول معترك الحياة السياسية والمساهمة في مقاومة النفوذ الاستعماري البريطاني والصهيوني.

وإلى جانب عملها الصحفي، ساهمت ساذج نصّار، منذ وقت مبكر، في تعبئة المرأة الفلسطينية وتنظيمها، فشاركت سنة 1930، بالتعاون مع مريم الخليل، في تأسيس "جمعية الاتحاد النسائي العربي" في حيفا، التي لعبت دوراً بارزاً  في الإضراب العام سنة 1936، وفي التظاهرات النسائية التي تخللته. كما كانت رائدة في إدراك أهمية تنظيم المرأة الريفية وإشراكها في النضال الوطني، فحاولت جاهدة تنظيم الفلاحات في منطقة بيسان وأقامت بينهن فترة من الزمن، لكنها لم تفلح في مسعاها هذا.

شاركت ساذج نصّار في عدة مؤتمرات نسائية عربية، وكانت من ضمن وفد الحركة النسائية الفلسطينية إلى "المؤتمر النسائي الشرقي من أجل فلسطين"، الذي عقد في القاهرة في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 1938 بدعوة من رائدة النهضة النسائية العربية هدى شعراوي، وانتخبت سكرتيرة لمكتب هذا المؤتمر الذي طالب بإنهاء الانتداب وإقامة دولة دستورية ذات سيادة في فلسطين تربطها مع بريطانيا معاهدة على مثال معاهدتي بريطانيا مع كلٍ من مصر والعراق. كما شاركت في "المؤتمر النسائي العربي العام" الذي عقد في دار الأوبرا في القاهرة سنة 1944 بدعوة من الاتحاد النسائي المصري، وألقت فيه كلمة حثت فيها العرب على التحرك من أجل إنقاذ فلسطين قبل فوات الأوان.

كانت ساذج نصّار أول امرأة فلسطينية تخضع للاعتقال في عهد الانتداب البريطاني بسبب نشاطها الوطني، وقد اعتقلتها السلطات البريطانية في أواخر سنة 1938 بتهمة إمداد الثوار الفلسطينيين بالأسلحة، بعد أن وصفتها بأنها "إمرأة خطرة جداً" و"محرضة بارزة"، ودامت فترة احتجازها في معتقل في بيت لحم أحد عشر شهراً. وقد نظمت حملة واسعة محلية ودولية من أجل إطلاق سراحها، وكتب لها زوجها رسالة يقول فيها: "إنه إذا لم يدخل التاريخ بسبب جريدة "الكرمل"، فسوف يدخله بسببها".

واصلت ساذج نصّار عملها التحريري والإداري في جريدة "الكرمل" حتى سنة 1944، عندما قررت سلطات الانتداب البريطاني، التي عطّلت هذه الجريدة عدة مرات في الماضي، ختمها بالشمع الأحمر نهائياً تحت نظام الأحكام العرفية السائد في فلسطين.

بعد وقوع نكبة فلسطين سنة 1948، لجأت ساذج نصّار إلى لبنان، حيث نشرت سلسلة مقالات عن مأساة فلسطين وتدهور الأوضاع فيها في جريدة "اليوم"، ثم صارت تنشر مقالاتها، عقب انتقالها إلى سورية، في الصحف السورية كصحيفة "القبس".

ساذج نصّار مناضلة وطنية صلبة العود، وناشطة نسائية رائدة مثابرة، ومن أوائل الفلسطينيات اللواتي عملن ميدانياً في المجال السياسي والتنظيمي الوطني وفي مهنة الصحافة. تمتعت بمستوى ثقافي رفيع، وكانت تتقن أربع لغات.

توفيت في دمشق ودفنت فيها.

 

المصادر:

خليف، وليد. "نجيب نصار: شيخ الصحافة الفلسطينية وصاحب جريدة الكرمل؛ دراسة فنية وفكرية". الناصرة: منشورات المواكب، 1990.

عسلي شهابي، حنان. "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب". قبرص: منشورات الرمال، 2016.

قاسمية، خيرية. "نجيب نصّار في جريدته الكرمل (1909-1914): أحد رواد مناهضة الصهيونية". "شؤون فلسطينية"، العدد 23، تموز/ يوليو 1973، ص 101-123.

طوبي، أسمى. "عبير ومجد". بيروت:  مطبعة قلفاط، ط 1 1966.

النحال زعرب، امتياز. "فلسطينيات: وجوه نسائية فلسطينية معاصرة". غزة: دار المقداد للطباعة، ط 1 2013.    

Abdul  Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia  Publication, 2006.

 

t