سيرة

فتحي الشقاقي

سيرة

فتحي الشقاقي

4 كانون الثاني 1951, رفح
26 تشرين الأول 1995, سليما

ولد في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، لأسرة فقيرة هُجّرت إبان النكبة من قرية زرنوقة الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الرملة. والده: إبراهيم، كان عاملاً. فقد أمه، التي كانت تنتسب إلى عائلة الشقاقي أيضاً، وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته. زوجته: فتحية الخياط من القدس. أولاده: خولة؛ إبراهيم؛ اُسامة.

تلقى فتحي الشقاقي تعليمه الإبتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة رفح، وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1968 من "مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين".

بدأ الشقاقي مبكراً اهتمامه بالسياسة عبر انجذابه إلى الناصرية، لكن هزيمة التيار القومي العربي سنة 1967 شكّلت منعطفاً في حياته، جعله يتوجّه نحو التيار الإسلامي، الذي كانت تمثّله "جماعة الإخوان المسلمين"، فانتسب إلى الجماعة وبخاصة بعد تعرفه إلى الشيخ أحمد ياسين.

التحق سنة 1968 بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية لدراسة الرياضيات، وتخرج فيها. وانتقل، بعد تخرجه، إلى القدس حيث صار يعمل في سلك التدريس.

بعد أن دخل مجال الوظيفة، أعاد الشقاقي امتحان الثانوية العامة، من أجل الحصول على معدل يؤهله لدراسة الطب، ما مكّنه من الالتحاق، سنة 1974، بـ"جامعة الزقازيق" المصرية لدراسة الطب البشري. ومنذ منتصف السبعينيات، راحت تتبلور أفكاره، في إطار الحوارات الفكرية التي كانت تجري بين مجموعة من الطلبة الفلسطينيين في مصر، حول مركزية قضية فلسطين بالنسبة إلى الإسلام والحركة الإسلامية.

شكّل انتصار الثورة الإسلامية في إيران في شباط/ فبراير 1979 منعطفاً ثانياً في حياة الشقاقي، دفعه إلى تأليف كتاب بعنوان: "الخميني: الحل الإسلامي والبديل"، وإلى قطع صلاته بـ"جماعة الإخوان المسلمين"، وإلى بدء البحث عن سبل إقامة حركة مسلحة، تستظل بالإسلام، في نضالها من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

تعرض الشقاقي، سنة 1979، للاعتقال على يد السلطات المصرية، بسبب تأليفه كتاب "الخميني: الحل الإسلامي والبديل"، ثم أعيد اعتقاله في تموز/ يوليو من العام نفسه، لمدة أربعة أشهر، في سجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي.

بدأ الشقاقي يعمل، منذ مطلع سنة 1980، مع عدد من زملائه الفلسطينيين من طلبة "جامعة الزقازيق"، في تأطير التنظيم وتشكيل النواة التي انبثقت عنها "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين". ونتيجة للملاحقة المتواصلة التي خضع لها من أجهزة الأمن المصرية، غادر مصر سراً، وعاد إلى فلسطين في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1981، بعد أن كان رفاقه الذين سبقوه قد بدأوا في بناء تنظيم الحركة على الأرض الفلسطينية، وبخاصة في قطاع غزة.

عمل الشقاقي، بعد عودته إلى فلسطين، طبيباً لمدة سنتين في مستشفى أوغستا فيكتوريا (المطلع) بالقدس، وصار يقود "حركة الجهاد الإسلامي" التي بدأت مسيرتها على المستويين السياسي والإعلامي، ثم شرعت في التحضير للعمل المسلح الذي أطلقته خلاياها السرية في سنة 1984.

اعتُقل الشقاقي على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي سنة 1983 لمدة 11 شهراً. وبعد الإفراج عنه، استقر في قطاع غزة وصار يعمل طبيباً للأطفال. وأعيد اعتقاله مرة أخرى سنة 1986، وحُكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات، و5 سنوات أخرى مع وقف التنفيذ، بتهمة ارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الإسرائيلي ونقل أسلحة إلى قطاع غزة.

وقبل انقضاء فترة سجنه، أبعدته السلطات العسكرية الإسرائيلية من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 آب/ أغسطس 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، واتهامه بدور رئيسي في تنظيمها. فلجأ إلى بيروت، ومنها انتقل إلى دمشق التي أصبحت مركز قيادته.

اغتالته وحدة من جهاز "الموساد" الإسرائيلي في جزيرة مالطا في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1995، عندما كان عائداً من زيارة إلى ليبيا، ونُقل جثمانه إلى دمشق، حيث شيعه في مخيم اليرموك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودُفن في مقبرة الشهداء في المخيم.

فتحي الشقاقي قائد فلسطيني استشهد وهو في الرابعة والأربعين من العمر، بعد أن عارض الإسلاميين الذين كانوا يرون أن تحرير فلسطين يتم بعد إقامة الدولة الإسلامية، رافضاً فكرة انتظار قيام هذه الدولة كي تبدأ عملية التحرير، فلعب بذلك الدور الأبرز في نقل الإسلام السياسي في فلسطين إلى مواقع الجهاد. تميّز بالوضوح والصدق والشجاعة، وبانفتاحه على كل التيارات الفكرية، ونبذه التعصب الفئوي وتمسكه بالوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال. أحب الشعر، وبخاصة شعر محمود درويش، ونظم بعض القصائد، كما كان قارئاً نهماً للأدب العالمي وللكتابات الفلسفية.

من آثاره:

"الخميني: الحل الإسلامي والبديل". القاهرة: دار المختار الإسلامي، 1979.

"مقدمة حول مركزية فلسطين والمشروع الإسلامي المعاصر". بيروت: بيت المقدس، 1989.

"الانتفاضة والمشروع الإسلامي المعاصر". بيروت: حركة الجهاد الإسلامي، 1991.

"رحلة الدم الذي هزم السيف: الأعمال الكاملة (في مجلدين)". إعداد وتوثيق رفعت سيد أحمد. القاهرة: مركز يافا للدراسات والأبحاث، 1997.

 

المصادر:

أبو عمرو، زياد. "الحركة الإسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة: الإخوان المسلمون؛ الجهاد الإسلامي". عكا: دار الأسوار، 1989.

"الحركات الإسلامية في فلسطين". في "معلومات"، العدد 22، شباط 1996. بيروت: المركز العربي للمعلومات.

دراج، فيصل وجمال باروت (تنسيق). "الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية". الجزء الثاني. دمشق: المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، ط 3، 2000.

"دليل الحركات الإسلامية (1)". في "معلومات". جريدة السفير (بيروت). العدد 132، تشرين الثاني 2014.

الرفاعي، أبو عماد [محمد]. "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: بدايات المشروع الجهادي وسماته". بيروت: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 2001.

السرساوي، محمود؛ عدنان علي (إعداد). "فتحي الشقاقي: الشاهد والشهيد". بيروت: حركة الجهاد الإسلامي، 1996.

"فتحي الشقاقي شهيداً: سيف الجهاد المشرع رغم رصاص الموساد". القاهرة: مركز يافا للدراسات والأبحاث، 1996.

Abdul  Hadi,  Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.