عصام عبد الهادي
ولدت في مدينة نابلس. والدها: عبد الغني عبد الهادي. والدتها: نبيهة عبد الهادي. زوجها: قاسم عبد الهادي. ابناها: فيصل؛ سعد. ابنتاها: فادية؛ فيحاء.
درست عصام عبد الهادي في "المدرسة العائشية" في نابلس، وأكملت دراستها الثانوية في "مدرسة الفرندز" في مدينة رام الله.
بدأت عصام عبد الهادي مشوار نضالها منذ نعومة أظفارها، إذ انتخبت سنة 1949 أمينة سر جمعية "الاتحاد النسائي العربي" في نابلس الذي افتتح في الخمسينيات من القرن العشرين فروعاً له في عدد من البلدات والقرى القريبة من مدينة نابلس، مثل سلفيت وبورين وبلعا. كما شاركت في الإشراف على النشاطات الاجتماعية والثقافية التي كان ينظمها "النادي الثقافي الرياضي" في نابلس الذي كان تابعاً للاتحاد النسائي قبل أن يستقل عنه.
شاركت في منتصف الخمسينيات في المسيرات والتظاهرات التي شهدتها مدينة نابلس ضد "حلف بغداد" سنة 1955، وتضامناً مع مصر في مواجهة العدوان الثلاثي عليها سنة 1956.
اختيرت عصام عبد الهادي عضواً في "المؤتمر الفلسطيني الأول" في القدس في أواخر أيار/ مايو 1964، والذي تحوّل إلى "مجلس وطني فلسطيني" نجم عنه تأسيس "منظمة التحرير الفلسطينية". كما شاركت في دورات "المجلس الوطني الفلسطيني" اللاحقة. وشاركت في تأسيس "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" في المؤتمر الذي عُقد في القدس في تموز/ يوليو 1965، وانتُخبت رئيسة له.
لعبت عصام عبد الهادي، بعد حزيران/ يونيو 1967، دوراً بارزاً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وشاركت في تنظيم الاعتصامات والمسيرات وفي مساندة أسر الشهداء والمعتقلين، ووقفت على رأس الاعتصام الكبير الذي استمر في كانون الثاني/ يناير 1969 لمدة ثلاثة أيام في كنيسة القيامة بالقدس، وتعرضت للاستجواب والاعتقال مرات عديدة، كان آخرها في 13 آذار/ مارس 1969، عندما اعتقلت مع ابنتها فيحاء وتعرضتا للتعذيب، بتهمة تزويد المقاومة بالعون المادي وإيواء بعض الفدائيين المطلوبين، وذلك قبل أن تبعدهما سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أواخر نيسان/ أبريل من ذلك العام إلى الأردن، حيث واصلت نشاطها في عمّان من خلال عضويتها في "الهيئة العليا للجنة إنقاذ القدس" التي رأسها المرحوم سليمان النابلسي.
انتخبت عصام عبد الهادي سنة 1974 عضواً في "المجلس المركزي" لمنظمة التحرير الفلسطينية، فكانت أول امرأة فلسطينية تحتل هذا الموقع الذي شغلته لمدة أربع سنوات، كما ساهمت في إعادة إحياء نشاط "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" وانتخبت من جديد رئيسة له في مؤتمره الثاني الذي عُقد في بلدة سوق الغرب في لبنان في مطلع آب/ أغسطس 1974، وبقيت في هذا الموقع حتى المؤتمر الخامس للاتحاد الذي عُقد في مدينة رام الله في أيار/ مايو 2009.
شاركت عصام عبد الهادي، بصفتها رئيسة لـ"الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، في العديد من المؤتمرات العربية والدولية، وترأست وفد منظمة التحرير الفلسطينية في أول مؤتمر نسائي عالمي في المكسيك سنة 1975 برعاية الأمم المتحدة الذي أدان الصهيونية بصفتها شكلاً من أشكال العنصرية.
انتخبت سنة 1981 نائباً لرئيسة "الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي"، وظلّت في هذا الموقع حتى سنة 1992، وانتخبت كذلك سنة 1981 نائباً لرئيسة "الاتحاد النسائي العربي".
شاركت عصام عبد الهادي في "المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان" الذي عقد سنة 1993 في مدينة فيينا، برعاية الأمم المتحدة. وقد عادت إلى فلسطين بعد التوقيع على اتفاق أوسلو في أيلول/ سبتمبر 1993.
حازت عصام عبد الهادي جوائز عديدة، منها "جائزة ابن رشد للفكر الحر"، سنة 2000، التي تمنحها "مؤسسة ابن رشد للفكر الحر" العربية في برلين (Ibn Rushd Fund for Freedom of Thought)، اعترافاً بمسيرتها التي امتدت ثمانية عقود من الكفاح المتواصل، داخل فلسطين وخارجها. وفي سنة 2005، أعلنت لجنة التحكيم المنبثقة عن المجلس الاستشاري في فلسطين لـ"رابطة ألف امرأة من أجل جائزة نوبل" السويسرية (1000 femmes pour le Prix Nobel de la Paix 2005) التي تهدف إلى جذب الانتباه العالمي للدور الذي تلعبه النساء في جميع مجالات الحياة ودعم السلام في مجتمعاتهن، ترشيحها من ضمن أسماء ثماني مرشحات فلسطينيات لنيل هذه الجائزة. كما منحتها منظمة التحرير الفلسطينية "وسام القدس" سنة 2009. وأخرجت المخرجة عرب لطفي فيلماً عنها بعنوان "مقاتلة حتى وهي تعد شاي الصباح"، تناول مقابلة معها تحدثت فيها عن أبرز محطات حياتها.
توفيت عصام عبد الهادي في عمّان ودُفنت فيها.
وبعد رحيلها نعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المناضلة عصام عبد الهادي، كما نعاها "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، و"المجلس الوطني الفلسطيني". وفي الذكرى السنوية الأولى لرحيلها، نظّم "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" حفلاً تأبينياً في قصر رام الله الثقافي، تخلله افتتاح معرض صور يرصد التاريخ النضالي للراحلة.
تُعتبر عصام عبد الهادي واحدة من رائدات العمل النسوي والنقابي، والنشاط السياسي الميداني والدولي في آن، وتميّزت بالاستقامة، والنهج التشاركي في العمل، وتعاملت مع زميلات وزملاء من مختلف الاتجاهات بروح وحدوية، وكرست جل حياتها لخدمة وطنها وشعبها والدفاع عن قضايا المرأة الفلسطينية بشكل خاص، واستطاعت أن تكون صوتاً مسموعاً لعدالة القضية الفلسطينة في المحافل العربية والدولية.
المصادر:
الدجاني، عبلة. "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية". في: عبد القادر ياسين (تحرير). "نساء فلسطين في معترك الحياة". القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2012، ص 249-263.
دراغمة، عزت. "الحركة النسائية في فلسطين (1903-1990)". القدس: مكتب ضياء للدراسات، 1991.
عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية في الخمسينيات حتى أواسط الستينيات 1950-1965: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية". البيرة (فلسطين): مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2009.
عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية منذ منتصف الستينيات حتى عام 1982. المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية". البيرة (فلسطين): مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2015.
الفراني، عبد الحميد جمال وعوني محمد العلوي. "أعلام النساء الفلسطينيات". بيروت: دار العلوم العربية، 2013.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.