سيرة

صبا الفاهوم

سيرة

صبا الفاهوم

1923, الناصرة
12 أيار 2004, الأردن

والدها: عبد الحميد الفاهوم. والدتها: اشتُهرت بأم دياب الطبري. شقيقها: دياب. شقيقاتها (أربع): عُرف منهن هدية وفخرية.

ولدت صبا الفاهوم في مدينة الناصرة سنة 1923، وكان والدها من الملاّك العقاريين الكبار في المدينة ومنطقتها. تلّقت صبا تعليمها في مدرسة الإناث الأميرية في الناصرة، ونشأت في أجواء وطنية متأثرة بشقيقها المناضل الوطني دياب الفاهوم الذي اتُهم بالمشاركة في اغتيال لويس أندروز، المفوض البريطاني في الجليل، في أيلول/ سبتمبر 1937، وخضع للاعتقال والتعذيب على يد شرطة الانتداب البريطاني، ممضياً عدة سنوات في الأسر. ونتيجة نشأتها الوطنية، كانت صبا تشارك في تظاهرات مناهضة للاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية ملتحفة بالكوفية التي غدت رمزاً للهوية الفلسطينية، كما كانت تدور على صفوف مدرستها لحث التلميذات على المشاركة في هذه التظاهرات.

بعد إنهاء تعليمها الثانوي، التحقت صبا الفاهوم بدار المعلمات في القدس، وعملت، عقب حصولها على شهادة التدريس، في المدرسة الإسلامية للبنات التي أسسها المجلس الإسلامي الأعلى في الناصرة.

وخلال نكبة 1948، شاركت الفاهوم مشاركة فعالة في الدفاع عن مدينة الناصرة بصفتها ممثلة إحدى الجمعيات النسائية التي تطوعت لخدمة ومداواة الثوار وجنود جيش الإنقاذ الجرحى.

بعد سقوط مدينة الناصرة في أيدي القوات الصهيونية، هاجرت صبا الفاهوم مع عائلتها إلى لبنان، واستقرت في مخيم عين الحلوة، وراحت تنشط في المجالين الوطني والنسوي، فانضمت إلى "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني" في لبنان الذي تأسس في سنة 1952 بمبادرة من وديعة قدورة خرطبيل، ليكون أول تنظيم نسائي عام للمرأة الفلسطينية في الشتات، يهدف إلى تحسين أوضاع سكان المخيمات الفلسطينية. وخضعت، خلال العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، لتدريب عسكري في إطار "مسعفات الميدان".

وفي أواخر الخمسينيات سافرت الفاهوم إلى العراق، والتحقت بجامعة بغداد وحازت شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي. وبعد عودتها إلى لبنان، التحقت بكلية التربية التابعة للجامعة الأميركية في بيروت لمتابعة تعليمها الأكاديمي العالي، حيث نالت في سنة 1964 شهادة الماجستير عن رسالة بعنوان: "تربية المرأة في الإسلام"، خلصت فيها إلى أن الإسلام "يؤكد على أهمية العلم، ويعتبره حقاً من حقوق المرأة بل هو واجب عليها كما هو واجب على الرجل". في الوقت ذاته، كانت تعمل مفتشة في مدارس الإناث التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في لبنان.

خلال تلك الفترة، تابعت نشاطها الوطني والنسوي، فنشطت في المخيمات الفلسطينية وشكلت لجان عمل جماهيرية. وكانت صبا الفاهوم من ضمن النساء الأربع والعشرين اللواتي شاركن في المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس في أواخر أيار/ مايو 1964، والذي تحوّل إلى مجلس وطني فلسطيني، ونجم عنه تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، كما شاركت في المؤتمر التأسيسي لـ "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" الذي عُقد في القدس في تموز/ يوليو 1965.

في العام الدراسي 1966-1967، شغلت صبا الفاهوم منصب مديرة مدرسة الطويلة للبنات في مدينة عدن، ثم عادت إلى بيروت وانضمت إلى "اللجنة الإعلامية للنساء العربيات" التي كانت رشا الخالدي قد بادرت إلى إنشائها في إثر حرب حزيران/ يونيو 1967 والتي أصبح اسمها في سنة 1972 "الجمعية اللبنانية للإعلام بشأن فلسطين". وقد أصدرت الجمعية العديد من النشرات السياسية التي فندت المزاعم الصهيونية الخاصة بفلسطين وبيّنت الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

درّست صبا الفاهوم الأدب الإنكليزي في جامعة بيروت العربية ابتداء من العام الدراسي 1973-1974. ثم سافرت من جديد إلى العراق، حيث عملت محاضرة في جامعة المستنصرية في بغداد وبقيت تعمل فيها حتى سنة 1993.

انضمت الفاهوم إلى "الرابطة النسوية الدولية للسلام والحرية"، ونجحت بعد نضال طويل في تثبيت عضوية فلسطين رسمياً في هذه الرابطة سنة 1989. وشاركت، من خلال عضويتها في هذه الرابطة، في عدة مؤتمرات عالمية، منها مؤتمر في أستراليا قارنت خلاله بين عنصرية إسرائيل وعنصرية جنوب أفريقيا، وعرضت القضية الفلسطينية في مؤتمر المرأة العالمي الرابع الذي عقدته هيئة الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 1995 في مدينة بكين، كما شاركت سنة 1997 في الولايات المتحدة الأميركية في مؤتمر نسوي دولي قدمت فيه أوراقاً عن قضية نزع الأسلحة النووية وقضية التفريق بين ظاهرة الإرهاب، بما فيها إرهاب الدولة، ومقاومة الشعوب للاحتلال.

وكانت صبا الفاهوم قد استقرت، بعد تقاعدها من العمل الأكاديمي، في مدينة عمّان، حيث واصلت نشاطها الوطني إلى أن وافتها المنية في 12 أيار/ مايو 2004، ودفن جثمانها في العاصمة الأردنية.

خلّفت صبا الفاهوم وراءها العديد من المقالات والأبحاث، التي تناولت القضايا الوطنية والنسوية والإنسانية، كما خلّفت، فضلاً عن كتابها عن تربية المرأة في الإسلام، كتابين أحدهما عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والثاني عن المرأة الليبية.       

تُعتبر صبا الفاهوم واحدة من رائدات الحركة النسائية في فلسطين، فضلاً عن كونها مناضلة سياسية وأستاذة جامعية متمرسة، كانت منذ صباها شديدة الحماس لخدمة شعبها الفلسطيني في الوطن ثم في الشتات، وشاركت مشاركة فعالة في التعريف بعدالة قضيته على الصعيد الدولي.

من آثارها:

"تربية المرأة في الإسلام". بيروت: [حقوق النشر للمؤلفة]، 1964.

"السجينات والموقوفات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، [د.م.، د. ن.] 1975.

"المرأة الليبية في عشرة أعوم: 1965-1975". بيروت: الفرع اللبناني للرابطة النسوية الدولية للسلام والحرية، 1975.

 

المصادر:

زعرب، امتياز النحال. "فلسطينيات: وجوه نسائية فلسطينية معاصرة". غزة: دار المقداد للطباعة، 2013.

سمارة، عبد الحكيم. "رجال ونساء من فلسطين: صبا الفاهوم"، "الاتحاد"، حيفا، 28 شباط/ فبراير 2013.

عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينيات، المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية: روايات النساء، نصوص المقابلات الشفوية". البيرة: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2006.

عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية في الأربعينيات، المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية: روايات النساء، نصوص المقابلات الشفوية". البيرة: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2006. 

عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية في الخمسينيات حتى أواسط الستينيات 1950-1965: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية: روايات النساء، نصوص المقابلات الشفوية". البيرة: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2009.

عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية منذ منتصف الستينيات حتى عام 1982: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية". البيرة: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2015.

عواودة، وديع. "معالم وأعلام من فلسطين: صبا الفاهوم: مسيرة نسوية وطنية حافلة من الناصرة إلى بغداد وبيروت". "القدس العربي"، لندن، 8 تموز/ يوليو 2018.