سيرة

إسكندر الخوري البيتجالي

سيرة

إسكندر الخوري البيتجالي

1889, عين كارم
7 تموز 1973, بيت جالا

ولد إسكندر الخوري المشهور بـ "البيتجالي" في بلدة عين كارم القريبة من القدس، ويُرجّح أنه ولد سنة 1889. والده: الكاهن والمعلم جريس يعقوب الذي ينتمي إلى عائلة مسيحية أرثوذكسية المذهب من بيت جالا؛ وقد أنجب ثلاثة أبناء: فرح ونقولا وإسكندر، وهذا الأخير كان أصغرهم. والدته: حلوة أيوب من بلدة بيت جالا.

تزوج إسكندر الخوري امرأة روسية من أصل قوزاقي تُدعى إيرينا بتروفنا تشيربننكوفا، تعرّف إليها في مدينة القدس، وأنجب منها ستة أبناء ذكور، توفي أحدهم في سن مبكر، وكان بينهم إميل وجورج وأنيس، وهذا الأخير تابع دراساته العليا ونال درجة الدكتوراه وصار يدرّس في جامعة "لونغ أيلاند" في نيويورك. 

التحق إسكندر الخوري في سن مبكرة بمدرسة الروم الأرثوذكس في بيت جالا، وتلقى دروساً دينية كي يصبح كاهناً، لكن والده تخلى عن هذه الفكرة وأرسله إلى دار المعلمين الروسية في مدينة الناصرة لدراسة اللغة والأدب العربيين حيث أمضى فيها بضع سنوات، ومنها انتقل إلى مدرسة الآباء السالزيان في بيت لحم لدراسة اللغة الفرنسية ومكث فيها سنة واحدة.

بعد انتهاء دراسته الإعدادية، التحق إسكندر الخوري سنة 1902 بالكلية البطريركية للروم الكاثوليك في بيروت وهناك درس على يد الأديب المعروف وأستاذ اللغة العربية عبد الله البستاني، وحصل فيها سنة 1906على شهادة في الأدب العربي. وفي بيروت، برزت موهبته الشعرية.

عاد إسكندر الخوري من بيروت إلى بيت جالا، ليعمل في التدريس، لكنه لم يبقَ فيها سوى فترة قصيرة انتقل بعدها في سنة 1907 إلى القاهرة حيث شغل وظيفة كتابية في قلم التلغراف المصري، وراح يحتك بالأدباء المصريين ويقرض الشعر وينشر قصائده في بعض الصحف والمجلات.

في إثر إعادة العمل بالدستور العثماني في تموز/ يوليو 1908، رجع إسكندر الخوري في مطلع سنة 1909 إلى فلسطين، وانتخب عضواً في الوفد العربي الذي قررت الطائفة العربية الأرثوذكسية إيفاده إلى الآستانة، للمطالبة بالحقوق العربية التي غمطها رجال البطريركية اليونان في القدس.

وبعد عودته إلى فلسطين، عُين مديراً لمدرسة الكرك الأرثوذكسية في شرق الأردن، لكنه لم يستمر طويلاً في هذا المنصب وعاد إلى القدس معلماً للعربية والفرنسية في مدرستَي المطران والفرير وفي مدرسة البنات الروسية.

عقب قيام بريطانيا باحتلال فلسطين وفرض الانتداب عليها، عُيّن إسكندر الخوري كاتباً في ديوان المستشار القضائي في القدس، وتولى سنة 1921 رئاسة جمعية النجاح البيتجالية. وكان قد التحق بمعهد الحقوق الفلسطيني في القدس، الذي أُنشئ سنة 1920، ودرس فيه مدة أربعة أعوام، وعيّن، بعد تخرجه، رئيساً لقلم محكمة الاستئناف، فقاضياً للصلح في القدس من سنة 1927 إلى سنة 1931. ثم صار يتنقل في أغلب المدن الفلسطينية.

أحيل إسكندر الخوري في كانون الثاني/ يناير سنة 1945 على التقاعد، فزاول مهنة المحاماة وانصرف إلى النظم والكتابة ونشر خواطره في كبريات المجلات والصحف العربية.

بعد النكبة، نزح إسكندر الخوري مكرهاً عن منزله في حي القطمون بالقدس الغربية، تاركاً فيه ما ادخره من مال وأثاث، وأقام ببيت جالا حيث عُين، في أواخر سنة 1948، مستشاراً قانونياً للصليب الأحمر الدولي في منطقة بيت لحم والخليل، فمفتشاً لمدارس وكالة غوث وتشعيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في سنة 1949، ومعلقاً في زاوية "أحاديث الناس" بجريدة "الدفاع" المقدسية.

سافر إسكندر الخوري في سنة 1952 ضمن وفد من العرب الأرثوذكس، إلى عدد من دول أميركا الجنوبية لجمع التبرعات لملجأ المرضى والمقعدين في القدس. وبعد أن أدى مهمته الإنسانية هذه، عاد إلى وطنه،  وزاول المحاماة، وعهد إليه بزاوية "من هنا وهناك"، وبصفحة "يوميات الجهاد" في جريدة "الجهاد" المقدسية. كما تمّ انتدابه لتعليم الأدب العربي في مدرسة بيت لحم اللوثرية.

توفي إسكندر الخوري في 7 تموز/يوليو 1973 في بلدة بيت جالا ودفن فيها.

إسكندر الخوري البيتجالي كاتب وشاعر وصحافي ورجل قانون، أتقن خمس لغات، إلى جانب العربية، هي التركية، والإنكليزية، والفرنسية، واليونانية، والروسية، وأصدر ثمانية دواوين شعرية، كان أولها سنة 1919 بعنوان: "الزفرات"، وقد غلب على قصائده الطابع الاجتماعي، إذ كتب في مقدمة ديوانه "مشاهد الحياة" ما يلي: "غير أن أفضل ما يجب أن يصرف الشاعر إليه شاعريته هو الشعر الاجتماعي، لأنه-باشتماله على عبرة مبكية أو حادثة مضحكة في سبيل إصلاح هذا المجتمع-أفعل في نفس القارئ والسامع من سواه من أنواع الشعر. بمثل هذا النوع من الشعر جاش صدري فقذفه على لساني قصائد معظمها اجتماعية."

وقد تأثر إسكندر الخوري بالآداب العالمية، وخصوصاً الأدب الروسي والفرنسي والانكليزي، وهو ما تجلى بوضوح في روايته "الحياة بعد الموت"، إذ ذكر في مقدمتها أسماء الأدباء بوشكين وليو تولستوي ووليم شكسبير. وحفلت روايته بشخصيات بائسة تذكر ببؤساء فيكتور هوغو الفرنسي.

من آثاره:

دواوين شعرية:

"الزفرات". القدس: مطبعة بيت المقدس، 1919.

 "دقات قلب". القدس: مطبعة بيت المقدس، 1923.

 "مشاهد الحياة" (المختار من ديواني الزفرات ودقات قلب). القدس: مطبعة بيت المقدس، 1927.

 "المثل المنظوم". القدس: مكتبة فلسطين العلمية (ط 3)، 1946.

"آلام وآمال من وحي الكارثة". القدس: المطبعة العصرية" (د .ت).

أعمال نثرية:

"الحياة بعد الموت: رواية تاريخية غرامية اجتماعية". القدس: مطبعة بيت المقدس، 1924. أعيد نشرها على موقع الرقمية للنشر والتوزيع الإلكتروني: alraqamia.com/books/view/175

"ذكرياتي-ناشئاً وقاضياً ومحامياً وعاملاً في حقلَي الأدب والصحافة". القدس: مطبعة المعارف، 1972.

"الأعمال الكاملة" (الأعمال اشعرية: جزءان؛ الأعمال النثرية: جزءان). بيت جالا: لجنة احياء تراث الشاعر اسكندر الخوري البيتجالي، 2022.

ترجمات:

"غابريلا الحسناء" (رواية تاريخية غرامية أدبية)، تأليف الكاتب الفرنسي أوغست ماكيه (Auguste Maquet). القدس: مطبعة بيت المقدس، 1928.

 

المصادر:

الأسد، ناصر الدين. "الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن". القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية، 1957.

الأسطة، عادل. "إسكندر الخوري البيتجالي: فلسطين في الرواية الفلسطينية قبل العام 1948":

https://alantologia.com/blogs/40114/

الحسيني، خليل محمد سالم. "إسكندر الخوري البيتجالي: حياته وأدبه". القدس: المؤلف، 1981.

حمادة، محمد عمر. أعلام فلسطين. الجزء الثاني. دمشق: دار قتيبة، 1991.

سليمان، موسى. "إسكندر الخوري البيتجالي". مجلة "أفكار" (وزارة الثقافة الأردنية)، العدد 23، حزيران 1974، ص 134-142 .

علي، ياسر. " الشعر والهوية الفلسطينية.. إسكندر الخوري البيتجالي نموذجاً":

https://arabi21.com/story/1366445/الشعر-والهوية-الفلسطينية-إسكندر-الخوري-البيتجالي-نموذجا

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: 1976.

نمر، موسى إبراهيم. "اسكندر الخوري البيتجالي: حياته و شعره الوطني، دراسة موضوعية فنية". "حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية" (جامعة الكويت)، 2012.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. Jerusalem: PASSIA, 2nd ed., rev. and updated, 2006.