كلثوم عودة
ولادة كلثوم عودة في الناصرة
1892
عودة تتزوج من إيفان فاسيليفا، طبيب روسي
1912
عوة تنتقل إلى روسيا مع زوجها فاسيليفا
1914
عودة تلتحق، خلال الحرب العالمية الأولى، بالصليب الأحمر، فتدرس التمريض، وتعمل ممرضة في صربيا والجبل الأسود
1914 الى 1918
وفاة زوج عودة، فاسيليفا، بسبب المرض
1917
عودة تحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ليننغراد عن أطروحتها في موضوع اللهجات العربية
1924 الى 1928
بعد إجبارها على اختيار مكان إقامتها، عودة تقرر البقاء نهائياً في الاتحاد السوفياتي
1926
عودة تزور عائلتها وأصدقائها في فلسطين
1928
عودة تُعتقل للمرة الثالثة والأخيرة في عهد ستالين
1939
عودة تفوز بمسابقة كتابة تنظمها مجلة مصرية، وموضوعها "كيف يعيش المرء سعيداً؟"
1947
وفاة كلثوم عودة في الاتحاد السوفياتي
1965
منظمة التحرير الفلسطينية تمنح عودة، بعد وفاتها، "وسام القدس للثقافة والفنون والآداب"
1990
ولدت في مدينة الناصرة في 2 نيسان/ أبريل. والدها نصر عودة. زوجها إيفان فاسيليفا (Ivan Vasilieva).
بناتها: لاريسا؛ فاليريا؛ لودميلا.
كانت الابنة الخامسة لوالدين ينتظران ولادة الصبي الأول في العائلة، غير أن الطفلة "خيّبت الآمال" بقدومها، فلم تستقبلها العائلة بالترحاب، ومن سوء حظها أنها لم تتمتع بجمال يشفع لها، فكبرت الطفلة السمراء النحيلة، وهي لا تذكر أن والديها عطفا عليها يوماً، بل تذكر كيف كانت أمها تتهكم عليها لبشاعتها.
لم يكن أمامها من خلاص سوى الذهاب إلى المدرسة، فعارضت أمها بشدة، غير أن والدها رغب في تعليمها فأرسلها إلى مدرسة ابتدائية من مدارس الجمعية الفلسطينية- الروسية. ودرست الصغيرة بجد ومثابرة حتى نالت الدرجة الأولى، ولما كان النظام يفتح المجال أمام الطالبة الأولى لتكمل دراستها في مدرسة داخلية مجّاناً، فقد انتقلت إلى دار المعلمات الروسية في بيت جالا، واستمرت تنال الدرجة الأولى لسبع سنوات حتى تخرجها، وكانت تعتز بأستاذها في اللغة العربية خليل السكاكيني.
عادت إلى الناصرة وامتهنت التعليم في مدارس الجمعية الروسية، وأخذت تنشر مقالاتها في مجلات "النفائس العصرية" في حيفا و"الهلال" في القاهرة و"الحسناء" في بيروت.
تعرفت على الطبيب الروسي إيفان فاسيليفا (Ivan Vasilieva)، وهو الطبيب المشرف على صحّة الطالبات، فجمع الحب بينهما، غير أن والديها لم يسمحا لها بالزواج منه، ووقف إلى جانبها قريب من أبناء الناصرة العقلاء، وهو نجيب عودة الذي رافقها والطبيب الذي اختارته شريكاً لحياتها إلى القدس، حيث تمت إجراءات الزواج في الكنيسة الروسية في حي "المسكوبية"، وذلك في سنة 1912، ثم عاد بهما إلى الناصرة، فرضخ الأهل للأمر الواقع.
رحل الزوجان إلى روسيا بالباخرة في سنة 1914، وتزامن وصولهما مع قيام الحرب العالمية الأولى، فقاست الأهوال من الحرب والبرد الشديد، وسرعان ما التحقت بالصليب الأحمر فدرست التمريض وعملت ممرضة في صربيا وفي الجبل الأسود، ثم انتقلت مع زوجها إلى أوكرانيا لتعمل في مكافحة وباء التيفوس، وفي سنة 1917 مرض زوجها ولم يطل صراعه مع المرض، فرحل تاركاً لها ثلاث صغيرات كبراهن في الخامسة وصغراهن طفلة رضيعة.
كانت السنوات ما بعد وفاة زوجها هي الأصعب، لكنها تقبلتها بشجاعة كبيرة وعزم قوي لم يؤديا بها إلى تخطي الصعوبات فحسب، بل إلى شعورها حقاً بالسعادة لكونها نجحت في تدبير شؤون بناتها الصغيرات، كما نجحت في مساعدة الآخرين، وتلك سعادتها الكبرى. وهي من روت هذا الجانب من حياتها عبر مشاركتها في مسابقة مجلة "الهلال" المصرية في سنة 1947، وتضمنت المسابقة سؤالاً واحداً: "كيف يعيش المرء هنيئاً؟" وتألفت لجنة الحكام من كبار الكتّاب والأدباء في مصر.
فازت بالجائزة مع أن حياتها لم تتصف بالسعادة كما يفهمها البشر، وقد وصفت مشاعرها بقولها إنها كانت تشعر بالسعادة وهي تسعى لتخفيف آلام الجنود في الحرب، وتشعر بها وهي تقوم بأشق الأعمال بعد وفاة زوجها كي تعيل صغيراتها، فهي من زرعت الأرض وسارت وراء الحصادين لتجمع لفائف القمح، وهي من زوّدت الآلة البخارية بالوقود لدرس القمح. وقالت إنها كانت تشعر بأن عيشها هنيء لأنها لم تشعر مع صغيراتها بالجوع والعوز، وقالت: "لم أعرف الاحتياج المادي أو النفساني حتى ولا إبان تلك المجاعة الهائلة وتلك الحروب الفظيعة." وأما الراحة فهي لم تجدها إلا عند تذليل المصاعب، وأما الباعث الحقيقي لسعادتها فهو حبها لكل الناس.
انتقلت من أوكرانيا إلى ليننغراد في سنة 1924، والتقت ثانية بالعلامة المستشرق إغناطيوس كراتشكوفسكي (Ignaty Krachkovski)، أما اللقاء الأول فكان في أثناء زيارته لمدرستها بالناصرة، إذ لفتت انتباهه تلك المعلمة الموهوبة، ولذلك ساعدها على دخول جامعة ليننغراد، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في سنة 1928 عن رسالتها حول اللهجات العربية. واستمرت في الجامعة من تقدم الى آخر حتى وصلت إلى درجة "أستاذ" أو "بروفسور"، فكانت أول امرأة عربية تنال هذه الدرجة.
جابهتها السلطات السوفييتية في سنة 1926 بالخيار الصعب بين فلسطين والاتحاد السوفييتي؛ إمّا أن تعود إلى فلسطين مع عدم السماح لها بأخذ بناتها معها، فهن بحكم القانون مواطنات سوفييتيات، وإمّا أن تبقى فتمنح الجنسية، وكان أن اختارت البقاء، غير أنها زارت فلسطين في سنة 1928، واطمأنت على ذويها وأصدقائها، حيث لاقت ترحيباً كبيراً في كل مدينة زارتها.
درّست في كلية اللغات الشرقية، وعملت في القسم العربي في معهد الفلسفة والفنون والتاريخ، وبعد افتتاح معهد الاستشراق في موسكو، انتقلت من ليننغراد إلى موسكو لتعمل فيه، كما عملت في معهد العلاقات الدولية وفي المعهد الدبلوماسي العالي.
اعتقلت في العهد الستاليني ثلاث مرات في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، وخرجت في المرة الأخيرة في سنة 1939 من دون أن تثبت ضدها أية تهمة. وسرعان ما أخذ اسمها ينال التقدير الكبير من قبل الشرائح السوفييتية، وخصوصاً السياسية منها؛ ولذلك، فهي في أثناء الهجوم النازي على الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، كانت من بين الذين تم إجلاؤهم الى المؤخرة للحفاظ على حياتهم.
كانت أول امرأة تشغل مركز "عضو في جمعية العلاقات الثقافية السوفييتية مع البلدان العربية".
آمنت بأن الأدب هو الطريق إلى القلوب الإنسانية، وابتدأت بترجمة الأدب السوفييتي إلى اللغة العربية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم أخذت بترجمة الأدب العربي إلى الروسية، وهي من ساهم مساهمة كبيرة في إقامة جسر حضاري بين روسيا والعالم العربي وتعريف الروس بالعرب.
مُنحت وسام الشرف في عيدها السبعين. وتقلدت وسام "الصداقة بين الشعوب"، وهو أرفع وسام تمنحه السلطات السوفييتية لشخصيات تكرس علاقات الصداقة ما بين الشعب السوفييتي والشعوب الأخرى. ومنحتها منظمة التحرير الفلسطينية بعد وفاتها "وسام القدس للثقافة والفنون والآداب" في كانون الثاني/ يناير سنة 1990 تقديراً لدورها الثقافي والسياسي في روسيا.
توفيت في 24 نيسان 1965 وحضرت جنازتها أعداد كبيرة من الأساتذة والعلماء والطلاب والفلاحين، كما حضرها وزراء ومسؤولون كانوا من طلاّبها، ودفنت في مقبرة الأدباء والعلماء بالقرب من موسكو.
من آثارها:
"المنتخبات العصرية لدرس الآداب العربية". مع مقدمة لأغناطيوس كراتشكوفسكي. ليننغراد: 1928 ـ 1929، جزءان.
كراتشكوفسكي، أغناطيوس. "حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي". ترجمته من الروسية كلثوم عودة. القاهرة: المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، 1964.
وترجمت كذلك كتابه "حضارة العرب في الأندلس".
ترجمت من العربية إلى الروسية كتاب "الأرض واليد والماء" للأديب العراقي ذي النون أيوب والمجموعات التالية: "قصص الأدباء العرب" في سنة 1955؛ "الروايات المصرية" في سنة 1956؛ "قصص الكتّاب السوريين" في سنة 1958؛ "قصص كتّاب لبنان" في السنة نفسها؛ "الرواية العربية المعاصرة".
نشرت عشرات المقالات والقصص القصيرة في مختلف المجلات والصحف الروسية.
المصادر:
الخطيب، حسام. "حركة الترجمة في القرن العشرين حتى عام 1985". "الموسوعة الفلسطينية"، القسم الثاني - الدراسات الخاصة، المجلد الرابع، دراسات الحضارة. بيروت: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1990.
طوبي، أسمى. "عبير ومجد". بيروت: مطبعة قلفاط ، 1966.
لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012 .
محاميد، عمر. "كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ (في الوثائق المحفوظة في أرشيف أكاديمية العلوم الروسية). بيت بيرل: مركز أبحاث حوار الحضارات، 2004.