سيرة

أنيس عبد الله صايغ

سيرة

أنيس عبد الله صايغ

3 تشرين الثاني 1931, طبريا
25 كانون الأول 2009, عمّان

ولد في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر في طبريا لأب سوري هاجر إلى فلسطين. والدته عفيفة البتروني.

أشقاؤه: يوسف؛ فؤاد؛ فايز؛ توفيق؛ منير. شقيقته: ماري. زوجته هيلدا جليل شعبان.

تلقى تعليمه الابتدائي في طبريا ثم انتقل إلى مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) في القدس ليدرس عاماً واحداً فيها (1946- 1947)، انتقل بعدها، بعد إغلاق هذه المدرسة يوم 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، لمتابعة دراسته في مدرسة الفنون، المعروفة بمدرسة الأميركان، في صيدا بجنوب لبنان، حيث أنهى دراسته الثانوية هناك.

هاجرت عائلته إلى لبنان في نيسان/ أبريل 1948، والتحق في تشرين الأول/ أكتوبر 1949 بالجامعة الأميركية في بيروت، ليحصل منها في حزيران/ يونيو 1953 على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.

وخلال سنوات دراسته الجامعية، بدأ الكتابة في عدد من الصحف والمجلات البيروتية، وبخاصة في جريدة "الحياة"، في موضوعات تاريخية شتى، وكان يذهب مع زميل له إلى مكاتب هذه الجريدة وينتظران خروج صاحبها ومحررها كامل مروّة؛ يدخلان ويسألان عنه ليجيبهما البواب أنه غير موجود، فيترك كل واحد منهما مقاله على مكتبه وينصرفان. كان صايغ يخشى أن يُكتشف أنه طالب صغير السن يكتب في موضوعات أكبر منه، لكنّه فوجئ بإعجاب مروّة بمقالاته وإضافته لقب "الدكتور" إلى اسمه.

تأثر، في فترة مبكرة من حياته، بأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي من دون أن ينتسب إليه رسمياً، ثم صار يتبنى، منذ أواسط الخمسينيات، الفكر القومي العربي.

بعد تخرجه، أبرم عقدين رسميين مع مؤسستين صحافيتين في بيروت: جريدة "النهار" ومجلة  "الأسبوع العربي". كما واظب على الكتابة المتطوعة، من دون أجر، في بعض المجلات والصحف الأخرى، كجريدة "الحياة" ومجلة "الثقافة العربية".

التحق سنة 1959 بجامعة "كامبردج" في بريطانيا، وتخرج فيها في سنة 1964، بحصوله على درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط. وطوال تلك السنوات، عمل أستاذاً محاضراً في دائرة العلوم المشرقية في الجامعة نفسها. 

عُيّن عند عودته إلى بيروت في سنة 1964 مديراً لتحرير القاموس الإنكليزي- العربي، الذي كانت مؤسسة "فرانكلين" ستصدره في بيروت، إلاّ أنه ترك المشروع في سنة 1966، بعدما رفض التوقيع على تعهد بعدم المساهمة بأي نشاط سياسي أو فكري يتناول موضوعاً سياسياً مثيراً للجدل.

عمل ما بين سنتي 1966 و1976 مديراً عاماً لمركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن كلفه رئيس المنظمة أحمد الشقيري، بإدارته خلفاً لأخيه فايز، فشهد المركز تطوّراً كبيراً تحت إدارته، إذ تجاوزت منشوراته، عند مغادرته له، الثلاث مئة (وبعضها بعدة لغات و/أو عدة أجزاء). ومنذ سنة 1971، صار المركز يصدر مجلة شهرية هي "شؤون فلسطينيةً"، ونشرة "رصد إذاعة إسرائيل" تصدر مرتين في اليوم.

وخلال سنوات إدارته لمركز الأبحاث، سعى إلى أن يكون المركز مستقلاً ومهنياً  يُراعي الكفاءة والموضوعية، وهو ما جعله يصطدم، في بعض الأحيان، مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات. وكان قد تعرض إلى محاولة اغتيال يوم 19 يوليو/ تموز 1972، على أيدي "الموساد" الإسرائيلي، إذ انفجرت رسالة ملغومة عندما حاول فتحها في مكتبه في المركز، وأصيب في يده وكتفه ووجهه، وبعد طول علاج استرد بعض بصره ونسبة من السمع بأذن واحدة، لكن طنين الأذن لازمه طول حياته.

وكان قد كُلف، في السنة الدراسية 1968- 1969، بتولي عمادة معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة.

وعُين مديراً لدائرة فلسطين في جامعة الدول العربية في القاهرة بين عامَي 1977 و1978. وعاد إلى بيروت في سنة 1978 ليشرف على  مجلة "المستقبل العربي" الشهرية التي كان يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية، وقد استمر في عمله هذا سنة واحدة، انتقل بعدها ليشرف على إصدار مجلة "قضايا عربية" الشهرية، الصادرة في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وليكون رئيساً لتحريرها لمدة عام ونصف العام. كما عمل، ما بين عامَي 1979 و 1980، محاضراً في الصفوف العليا في قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية.

عاد في أواخر 1980 للعمل في جامعة الدول العربية في تونس كمستشار لأمينها العام، ورئيساً لوحدة المجلات فيها، وأصدر مجلة "شؤون عربية" وترأس تحريرها اعتباراً من آذار/ مارس 1981. وقد استمر عمله في الجامعة العربية حتى سنة 1982.

بادر منذ سنة 1966 إلى طرح فكرة إعداد موسوعة فلسطينية، وأصبح بالفعل، منذ سنة 1978، مستشار هذا المشروع وعضو مجلس إدارته، ثم أشرف على طباعة القسم الأول من "الموسوعة الفلسطينية"، الذي صدر، في سنة 1984 في أربعة مجلدات بعنوان: "القسم العام"، وتولى رئاسة تحرير قسمها الثاني، الذي صدر في سنة 1990 في ستة مجلدات واشتمل على: "الدراسات الجغرافية"؛ "الدراسات التاريخية"؛ "دراسات الحضارة"؛ "دراسات القضية الفلسطينية".  وتسلم، منذ سنة 1988، رئاسة مجلس إدارة الموسوعة. وكان كذلك مستشار مشروعي الموسوعة العربية في دمشق، التي أصدرتها هيئة عامة تشكلت سنة 1981 وارتبطت برئاسة الجمهورية العربية السورية، وصدر منها حتى الآن 22 مجلداً، والموسوعة الفلسطينية الميسرة التي صدرت في سنة 2012 في عمان عن "هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة".

صدر له نحو عشرين مؤلفاً، وخليق أن تعتبر "الموسوعة الفلسطينية" بقسميها أهم إنجازاته وأعماله.

في سنة 1993، وصل  إلى أقصى درجات الإحباط، مع إرهاق جسدي وتلاشي البصر، فكان قراره: "أتقاعد دون أن أتقاعس". فواصل إشرافه على منتدى "اللقاء الثقافي الفلسطيني" الذي أسسه منذ صيف 1992، كما اتفق مع جريدة "السفير"، سنة 1995، على كتابة مقالة اسبوعية، تحوّلت بعد سنتين إلى نصف شهرية، وبقي يكتبها حتى سنة 1999.

أشرف أنيس صايغ على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، ونال عدة جوائز وأوسمة، ومنها وسام الاستحقاق السوري. وإلى نشاطه الأكاديمي والصحافي والبحثي المتميز، كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، ونائب رئيس المؤتمر الوطني الفلسطيني والناطق باسم المؤتمر الذي عُقد في دمشق في كانون الثاني/ يناير 2008 للدعوة إلى الوحدة الفلسطينية ورفض نتائج مؤتمر أنابوليس (تشرين الثاني/ نوفمبر 2007).

اتصف في حياته الشخصية بروحه الساخرة وعلمانيته، وبالتزامه دقة المواعيد. وفي حياته المهنية اتصف بالصرامة العلمية ووفرة نتاجه ونوعيته.

توفي في عمّان في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2009، ونُقل جثمانه إلى بيروت ودُفن فيها.

من منشوراته:

"لبنان الطائفي". بيروت: دار الصراع الفكري، 1955.

"الهاشميون وقضية فلسطين". بيروت: المكتبة العصرية، 1966.

"فلسطين والقومية العربية". بيروت: مركز الأبحاث الفلسطيني، 1967.

"13 أيلول". بيروت: مكتبة بيسان، 1994.

"نصف قرن من الأوهام". بيروت: منشورات فلسطين المسلمة، 1999.

"أنيس صايغ عن أنيس صايغ". بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2006.

 

المصادر:

شاهين، أحمد عمر. "موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين"، الجزء الأول. دمشق: المركز القومي للدراسات والتوثيق، 1992. 

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د.ن.، ط 1، 1976.

لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.  

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a  Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.