جورج انطونيوس
ولد جورج أنطونيوس في دير القمر في لبنان. والده: حبيب. زوجته كاتي فارس نمر. ابنته ثريا (توتو).
تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في كلية فكتوريا بالاسكندرية (1902- 1910) ثم تابعها في كلية كينغز (King’s) - جامعة كمبردج في بريطانيا (1910- 1913) وحصل على شهادة الهندسة سنة 1913.
عاد بعدها إلى الاسكندرية وعمل في بلديتها في دائرة الأشغال العامة إلى حين اندلاع الحرب العالمية الأولى.
عمل أنطونيوس، بين سنتي 1914 و1916، مراسلاً صحافياً مع القوات البريطانية في مصر.
عاد إلى فلسطين، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، للعمل في الإدارة البريطانية في دائرة الخدمات العامة، لكنه سرعان ما هجر عمله هذا.
تعاون بين سنتي 1919 و1921 مع فريق الملك فيصل في أوروبا، وراح ينشط في مجال الدعاية للقضايا العربية في غرب أوروبا، وبخاصة في إنكلترا، حيث ألقى محاضرة أمام مجموعة برلمانية مهتمة بقضايا الشرق الأوسط.
عُيّن سنة 1921 في دائرة المعارف بفلسطين مساعداً لمدير المعارف البريطاني، فسعى إلى إصلاح هذه الدائرة ، وقدّم عدّة تقارير وتوصيات في هذا الشأن، لم يوافق عليها المندوب السامي البريطاني.
تعاون بين سنتي 1925 و1927 مع السير جيلبرت كلايتون (Gilbert Clayton)، السكرتير العام لحكومة فلسطين، في المفاوضات التي أدارها هذا الأخير لترسيم الحدود في السعودية واليمن والعراق والأردن.
نُقل أنطونيوس سنة 1927 من دائرة المعارف إلى أمانة سر (Secretariat) حكومة فلسطين.
نال في سنة 1927 وسام قومندان في الإمبراطورية البريطانية (CBE).
استقال أنطونيوس سنة 1930 من حكومة الانتداب البريطاني والتحق بالعمل في معهد الشؤون العالمية الراهنة (Institute of Current World Affairs) في مدينة نيويورك.
أصبح في سنة 1931 مستشاراً غير رسمي للمندوب السامي البريطاني في فلسطين فيما يتعلق بالشؤون المحلية، وبدأ نشاطه التأليفي والعمل على إعداد كتاب حول نشوء القومية العربية.
ألقى في سنة 1935 عدداً من المحاضرات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، حذّر فيها من انفجار الأوضاع في فلسطين واندلاع ثورة بسبب سياسة بريطانيا المؤيدة للصهيونية.
واصل أنطونيوس خلال سنتي 1936 و1937 تأليف كتابه، وكان شاهداً على الإضراب العام والثورة الكبرى.
وفي سنة 1937، أدلى بشهادته أمام لجنة بيل (Peel) الملكية البريطانية، التي قدمت إلى فلسطين لتبحث في بواعث الثورة، ركّز فيها على محاباة البريطانيين للصهيونيين. وفي تموز/ يوليو من العام نفسه، انتقد مشروع تقسيم فلسطين الذي اقترحته اللجنة المذكورة في التقرير الذي قدمته.
أكمل أنطونيوس في مصر سنة 1938 تأليف كتابه: "يقظة العرب" باللغة الإنكليزية (The Arab Awakening )، الذي يعد مرجعاً أساسياً في تاريخ القضية العربية الحديثة. وقد تُرجم إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات.
عُيّن أنطونيوس سنة 1939 سكرتيراً للوفد الفلسطيني إلى مؤتمر "المائدة المستديرة" في لندن، وعمل في الوقت نفسه مستشاراً للوفود العربية في هذا المؤتمر، وغدا لولبها.
انشغل سنة 1940 بجمع معلومات عن الحرب العالمية الثانية وعن مواقف الرأي العام العربي إزائها، وانتقل للعيش في بيروت لكنه ظلّ يسافر بين الحين والآخر إلى مصر وفلسطين.
زار سنة 1941 العراق، وعاد منها مريضاً إلى بيروت، حيث أمضى صيف ذلك العام في المستشفى. وقد أنقذه القنصل الأميركي في بيروت من الاعتقال على أيدي قوات حكومة فيشي الفرنسية.
توفي سنة 1942 في القدس ودفن في مقبرة صهيون، ورثاه كلٌ من المربي أحمد سامح الخالدي والمربي خليل السكاكيني.
جورج انطونيوس كاتب وأديب وسياسي أصيل الرأي ثاقب الفكر قوي الحجّة، يتقن الإنكليزيّة والفرنسيّة اتقاناً رائعاً، مترفع في سلوكه وحديثه. كان وثيق الصلة بالحاج أمين الحسيني. كان لكتابه "يقظة العرب" بالإنكليزيّة رنين واسع في الأوساط الغربية المهتمة بالعالم العربي.
من آثاره:
"يقظة العرب: تاريخ حركة العرب القومية" (The Arab Awakening)، ترجمه إلى العربية علي حيدر الركابي، وصدر في عمّان سنة 1946. ثم صدرت طبعة جديدة منه سنة 1966، في بيروت، عن دار العلم للملايين، ترجمها كلٌ من ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، وقدم لها نبيه أمين فارس.
المصادر:
الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917- 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.
العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د. ن.، 1976.
"الموسوعة الفلسطينية"، القسم العام، المجلد الثاني. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., rev. and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.
Silsby Boyle, Susan. Betrayal of Palestine: the Story of George Antonius. Oxford: Westview Press, 2001.