بيان الرئيس ياسر عرفات في مؤتمر صحفي
توضيحاً لخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
جنيف، 14 كانون الأول/ ديسمبر 1988
في البداية، أودّ أن أسجّل، مرة أُخرى، تقديرنا البالغ لأعضاء الجمعية العامة الذين أيّدوا القضية الفلسطينية. إن مجيئهم إلى جنيف سيتم تذكّره كعمل مسؤول من العدالة. وما قلته عن أعضاء الجمعية ينطبق، بالخصوص، على معالي الأمين العام، الذي لم يألو جهداً تجاه تحقيق اجتماعنا هنا، في جنيف؛ وكذلك ينطبق هذا، ايضاً، على رئيس الجمعية العامة.
بعد أن قلت ذلك، دعوني أوضح آرائي أمامكم:
إن رغبتنا في السلام هي استراتيجية وليست تكتيكاً مؤقتاً.
إننا مصمّمون على السلام مهما يحدث.
إن حصولنا على دولة يقدّم الخلاص إلى الفلسطينيين والسلام إلى الفلسطينيين والإسرائيليين.
إن تقرير المصير يعني "البقاء" للفلسطينيين، وأن بقاءنا لا يدمّر بقاء الإسرائيليين، كما يدّعي حكامهم.
أشرت، أمس، إلى قرار الأمم المتحدة 181 كأساس للاستقلال الفلسطيني؛ وكذلك أشرت إلى قبولنا بالقرارين 242 و338 كأساس للمفاوضات مع إسرائيل ضمن إطار المؤتمر الدولي. ولقد تبنّى مجلسنا الوطني الفلسطيني، في دورته، في الجزائر، هذه القرارات. وهي تعني حق شعبنا بالحرية والاستقلال الوطني، وفقاً للقرار 181 وحق جميع الأطراف في النزاع بالوجود في سلام وأمن، بما فيها الدولة الفلسطينية وإسرائيل وجيرانها، وفقاً للقرار 242.
فيما يتعلق بالإرهاب، فأنا رفضته أمس بعبارات واضحة؛ ولكن أعيده مرة أُخرى وأسجل أننا نرفضه تماماً، وبالمطلق جميع أشكال الإرهاب، بما فيها إرهاب الأفراد والجماعات والدولة.
بين الجزائر وجنيف أعلنّا موقفنا بوضوح تام.
أي حديث آخر، مثل "أن على الفلسطينيين أن يقدّموا أكثر"، أو "هذا ليس كافياً"، أو "الفلسطينيون يقومون بلعبة دعائية وتمارين في العلاقات العامة"، سيكون مدمّراً وغير مجدي.
كفى. كفى. كل الأمور المتبقية يجب أن تتم حول الطاولة وضمن المؤتمر الدولي.
ليكن واضحاً تماماً أنه لا عرفات، ولا غيره، يمكن أن يوقف الانتفاضة. ستتوقف الانتفاضة فقط عندما تُتخذ خطوات عملية وملموسة تجاه حصولنا على أهدافنا الوطنية وإقامة دولة فلسطين المستقلة.
في هذا المجال، أتوقع من السوق الأوروبية المشتركة أن تلعب دوراً أكثر فعالية في تعزيز السلام في المنطقة.
أخيراً، أعلن أمامكم، وأرجو أن تقتبسوني في ذلك: إننا نريد السلام؛ وإننا ملتزمون بالسلام؛ وإننا نريد أن نعيش في دولتنا الفلسطينية وندع الآخرين يعيشون.
المصدر: "شؤون فلسطينية". العدد 190 (كانون الثاني/ يناير 1989)، ص 141-142. نقلاً عن "وفا". تونس 14/12/1988.