متأثّراً بـ"قضية دريفوس" التي وقعت في
في أواخر القرن التاسع عشر، عملت شخصيات رئيسية في الحركة الصهيونية حديثة العهد، على "إعادة تخيّل" فلسطين كجزءٍ من أيديولوجيا تبريرية للاستعمار اليهودي لـ’الأرض المقدسة’. ووصل هذا الجهد لإعادة صوغ فلسطين، في وعي اليهود وغير اليهود على حد سواء، إلى عتبة حاسمة بعد فترة وجيزة على نشر تيودور هيرتسل كتابه "دولة اليهود" (1896)، وذلك من خلال إضفاء صبغة سياسية واضحة على ’الأرض المقدسة’. ومع أن فلسطين كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية العثمانية وتتصف بديموغرافيا وثقافة وحياة اقتصادية عربية فلسطينية غالبة بصورة كاسحة، إلاّ إنها ارتبطت في الخيال الصهيوني بصورة الأرض القاحلة، التي يدنّسها سكّانها الفلسطينيون، والتي هي بحاجة ماسّة إلى أن تُفتدى لكي تعود مكاناً ذا طابع يهودي، طبقاً لما كان يتمّ تصوير وضعها في الماضي. وكجزء من هذه الرؤية لفلسطين بصفتها مكاناً قاحلاً ومهملاً، برزت رؤية أكثر عدوانية، مستوحاة من المشاعر القومية لتلك الحقبة، تفيد بأن ’الأرض المقدسة’ هي الميراث الشرعي للشعب اليهودي. وهذه الفكرة عن فلسطين كوطن يهودي لم تنفك تتعزّز منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهي ما زالت تسيطر على الخطاب السياسي والثقافي للصهيونيين داخل دولة إسرائيل وخارجها. وشكّلت هذه الفكرة المتخيّلة لفلسطين كأرض الشعب اليهودي، على أرض الواقع القاسي، خلفية محفّزة لسياسات الاستيطان وسلب الأراضي والعنف الممارس ضد الفلسطينيين، تاريخياً وبصورة متواصلة حتى يومنا هذا.
الجغرافيا المتخيّلة في خدمة العملية الاستعمارية
كان إدوارد سعيد، المثقّف الفلسطيني وأستاذ الأدب المقارن، أول من قام ببلورة مفهوم "الجغرافيا المتخيّلة". فمع تسليمه بأن الاستعمار يقوم في الأساس على النزوع المادي للاستيلاء على أراضي الآخرين، شدّد على أن المستعمِرين كانوا يضطرون إلى اختلاق معانٍ جديدة للأراضي التي يطمعون فيها وإلى إيجاد مبررات لكونهم يستحقّون الأمكنة التي يسعون للاستحواذ عليها. وفي تشديده هذا على الجانب الإدراكي لاندفاعة المستعمِر الاستعمارية، استقى سعيد أفكاره من منظّرين أمثال أنتونيو غرامشي و إ. ب. تومبسون وحتى ميشيل فوكو وماكس فيبر، وأرسى أساساً جديداً للمقارنة بين أشكال متعددة من الاستعمار. وكشف هذا الإطار المقارن، المبني على وجود اندفاعة مشتركة لدى الفاعلين الإمبرياليين لتبرير أحقّيتهم في أراضٍ نائية، كيف أن المغامرات الاستعمارية في أماكن متنوعة مثل الجزائر وأستراليا والأميركيتين، والهند، والكونغو، وفلسطين، تتصف بخيط ضمني أساسي مشترك. وقد شبّه سعيد الرؤى المتخيّلة للمستعمرين بـ"ثقافة الإمبراطورية"، وبهذه الطريقة أدخل الجغرافيا المتخيّلة في صلب نظرية شاملة للاستعمار في فلسطين وغيرها من الأماكن.
ويكشف التخيّل الصهيوني عن فلسطين تكراراً مستمراً وتضخيماً لرواية شكّلت علامة مميِّزة لهذا التخيّل. وبحسب هذه الرواية، فإن اليهود لديهم الخبرات العلمية والهندسية، وهم قادرون، بعودتهم إلى ’صهيون’، على تحسين الأرض وإنعاشها بصورة أكثر فاعلية من السكّان المحليين. وشدّد الصهيونيون، بروحية جون لوك (1690)، على كون قدرات متفوّقة كهذه تمنح منتسبي الحركة حقاً أخلاقياً وشرعياً في أراضي فلسطين. وربما شكّل الادّعاء بأن اليهود، مُستلهِمين فكرة العودة إلى ’صهيون’، "جعلوا الصحراء تُزهر" تجسيداً نموذجياً لهذا الخطاب، الذي جرى ويجري ترويجه وتعميمه على أوسع نطاق حتى يومنا. وهكذا، تعود فلسطين بحقّ، في المخيّلة الصهيونية، إلى الشعب اليهودي، ليس بسبب عهد مقدس مُنزل من الله فحسب، بل أيضاً بفعل المبادرة اليهودية في تحقيق "اخضرار" ما وصفه هيرتسل بـ"الريف الذي أفسده العرب". وما زالت الإعلانات بشأن كون فلسطين الوطن الحصري لليهود تُسمع اليوم في أوساط الصهيونيين كما كانت في السنوات الأولى للصهيونية، وهو ما تجلّى في سنة 2018 في تبنّي "قانون القومية" الإسرائيلي، الذي يُشدّد، بين عدة أمور، على كون "حق تقرير المصير" في إسرائيل حقاً "حصرياً للشعب اليهودي".
وواجهت الصهيونية، منذ بداياتها الأولى، مشكلة كون رؤيتها المتخيّلة لفلسطين تشوبها عيوب قاتلة. حتى أن الصهيونيين الأوائل الذين كانت لديهم معرفة مباشرة بـ’الأرض المقدسة’ وبأوضاعها، مثل داعية ’الصهيونية الثقافية’ أحاد هَعام، كتبوا إلى آخرين في الحركة بلهجة لاذعة بأن فكرة فلسطين بصفتها صحراء والفلسطينيين بصفتهم "متوحّشين صحراويين" هي فكرة مضلِّلة. لكن مشكلة الصهيونيين الأكثر استعصاءً تمثّلت في كون فلسطين لم تعُد ذلك المكان الذي هيمنت عليه العبرية على مدى ألف عام. ونتيجة لذلك، اضطُرّت الحركة الصهيونية إلى أن تعمل بصورة دائمة على "تعديل" المشهد الطبيعي ليتماثل مع فكرتها القائلة بأن ’الأرض المقدسة’ يهودية - أي أنه كان عليها بطريقة أو بأُخرى أن تُطابِق المشهد الحقيقي مع مشهدِها المتخيّل.
ابتداع دعائم للرواية
لجأت الحركة الصهيونية إلى ثلاث وسائل من أجل صناعة المعنى الهادف إلى إرساء فكرة النَسَب العبري لـ’الأرض المقدسة’: زراعة الأشجار، وصناعة الخرائط، والتنقيب عن الآثار التاريخية.
فبعد فترة وجيزة على قيام الحركة الصهيونية بجعل استعمار فلسطين هدفاً مركزياً لها، أنشأت ’الصندوق القومي اليهودي’ في سنة 1901. وقامت الحركة، فضلاً عن اندفاعها لشراء الأراضي في فلسطين واستيطانها، بتنظيم حملة لزراعة الأشجار في مناطق الاستيطان اليهودي. واختار ’الصندوق القومي اليهودي’ الصنوبريات لتشكيل مشاهد طبيعية شجرية يُمكن اعتبارها حاملة لهوية يهودية خاصة تميّزها عن غلبة شجرة الزيتون الفلسطينية على الأرض. بهذا المعنى، ظهرت زراعة الأشجار كسلاح وظّفته الصهيونية لتحويل معنى المشهد الطبيعي نفسه من مشهد فلسطيني بامتياز يرتبط بزراعة الزيتون إلى مشهد صنوبري بات يرتبط بالحضور اليهودي. وشدد يوسيف فايتس، الذي تولّى، لزمن طويل، بتكليف من ’الصندوق القومي اليهودي’، الإشراف على زراعة الأشجار، على أن مشهداً طبيعياً مزروعاً بالصنوبريات يُعطي الأرض طابعاً مادياً ورمزياً يجعلها فضاءً يهودياً. وتجلّى مشروع التشجير هذا في الادّعاء الصهيوني المتواصل بشأن "جعل الصحراء تُزهر"، ليشكّل جزءاً أساسياً من الخطاب الصهيوني حتى يومنا هذا.
وعلى المنوال نفسه، سعت الحركة الصهيونية لإنشاء واقع خرائطي بديل لفلسطين. وتتمثل أفضل نماذج إعادة الاختراع هذه في الخرائط التي وضعها ’الصندوق القومي اليهودي’ خلال فترة الانتداب، وفي المقدمة خرائط ما عُرف باسم "الصناديق الزرقاء" الخاصة به والتي استُخدمت كحاويات استقبال للأموال التي تجمعها الحركة الصهيونية. وحملت هذه الخرائط عنوان "أرض إسرائيل"، إيحاءً بكون فلسطين أرضاً عبرية وبحيث يتمّ المحو الكامل لطابعها الفلسطيني. وقد اعتبر الصهيونيون أنفسهم خرائط ’الصندوق القومي اليهودي’ هذه أدوات "دعاية" مشروعة في حملتهم لتشجيع اليهود على استعمار أرض فلسطين من خلال تصوير هذه الأرض صفحة بيضاء إلى حدٍّ كبير لا يملؤها إلاّ وجود المستعمرات الإسرائيلية. وما زالت هذه الممارسات في التصوير (أو بالأحرى سوء التصوير) الخرائطي تجري إلى يومنا هذا، وخصوصاً في الخرائط التي تصدر عن ’المجلس الإسرائيلي للسياحة’، والتي تُقدّم للمسافرين أرضاً يُطلق عليها اسم "إسرائيل" ويجري فيها تهميش، أو حتى تغييب، فلسطين والأماكن الفلسطينية.
وتمثّلت الوسيلة الثالثة التي استخدمها الصهيونيون لـ"تعديل" المشهد الطبيعي في التنقيب عن الآثار، إذ لجأ الصهيونيون إلى هذه الوسيلة لتعزيز فكرة كون ’الأرض المقدسة’ أرضاً عبرية. وتؤشّر "العودة إلى صهيون"، بالنسبة إلى الصهيونيين، إلى مجتمع عبري كان نابضاً بالحياة في الماضي في ’الأرض المقدسة’، وإلى قدرة اليهود على إعادة إحيائه. وفي سنة 1920، قامت الحركة الصهيونية باستحداث ’الجمعية اليهودية لاستكشاف فلسطين’ للاندفاع نحو التنقيب عن الآثار العبرية القديمة، موظّفةً العديد من أبرز المثقفين الصهيونيين في إطار هذا الجهد. فبالنسبة إلى الحركة الصهيونية و’جمعية الاستكشاف’، كانت الآثار العبرية القديمة، في حال استخراجها، بمثابة "صكّ ملكية عقارية" يشهد مادياً على فكرة كون فلسطين أرض اليهود والوطن الشرعي للشعب اليهودي. ومن خلال سعيهم لاستخراج آثار عبرية قديمة، كان الصهيونيون يقومون بإدماج الحضور اليهودي القديم في فلسطين في نسيج المشهد الطبيعي نفسه. وما زال هذا الهوَس بالآثار التاريخية لدى الصهيونيين مستمرّاً حتى يومنا هذا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الجهد واسع النطاق، لكن غير الناجح حتى الآن، لنبش "مدينة داود" من أرض حي سلوان الفلسطيني كبرهان على وجود المملكة المجيدة السابقة للعبرانيين القدامى.
الرواية الوطنية الفلسطينية
وإذا كانت الحركة الصهيونية قد تطوّرت إلى مشروع قومي دولاني جلي ومرتبط برؤية لـ’الأرض المقدسة’ بصفتها فضاء عبرياً، فإن الفلسطينيين قاموا كذلك بتطوير رؤاهم الوطنية الخاصة. وبمعنى ما، تطوّرت الوطنية الفلسطينية من البوتقة التاريخية نفسها التي ألهمت جماعات مضطهَدة أُخرى للسعي وراء تطلّعاتها لتحقيق هوية مستقلة وحقوق متساوية من خلال بناء الكيان القومي. وصاغت الوطنية الفلسطينية، في الوقت ذاته، هويةً متميّزة كأيديولوجيا وكحركة مقاوِمة للصهيونية، ترتكز على وعي بكون أهداف الصهيونية تهدّد وجود فلسطين ذاتها. وكان الاستيطان الصهيوني، قبل حلول فترة 1904-1914، قد بدأ يثير مخاوف الفلسطينيين، حتى أن صهيونيين مثل يتسحاق إبشتاين (1907) أقرّوا بأن شراء الأراضي من جانب المستوطنين الصهيونيين نجم عنه طرد المستأجرين الزراعيين الفلسطينيين، تطبيقاً لشعار "أرض عبرية، عمل عبري". وأدّت هذه التصرّفات إلى تنامي توجّهات راديكالية في أوساط الفلاحين الفلسطينيين عبّرت عن توقّد التطلّعات الوطنية الفلسطينية. وبصورة معبّرة، أدى انتشار صحافة فلسطينية عربية بعد سنة 1908 دوراً حاسماً في نقل الروايات عن هذه الأعمال المجحفة التي عانى جراءها الريف الفلسطيني، وفي نشر بذور هذا الوعي المقاوم في أوساط السكّان كافة. وبرزت صحيفتان بصورة خاصة في مجال النقد القاسي للصهيونية والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، إحداهما كانت "الكرمل"، التي أُنشئت في سنة 1908 في حيفا، والثانية كانت "فلسطين"، التي أُطلقت من يافا في سنة 1911. وساهمت جمهرة من المثقّفين برفد دور الصحافة الفلسطينية هذا، برز بينهم خليل السكاكيني، والذين أصبحوا من رواد هذا الوعي الوطني الفلسطيني المتنامي.
رواية صهيونية مدعومة بالقوة
وهكذا، بينما كانت الصهيونية تسعى لتحويل فلسطين إلى دولة يهودية ترتكز على رؤية ’الأرض المقدسة’ بصفتها أرضاً عبرية وميراثاً مشروعاً للشعب اليهودي، كان الوطنيون الفلسطينيون يقاومون مشروع بناء الدولة هذا، مجادلين بأن الفلسطينيين كانوا يعيشون في وطنهم طوال الأعوام الـ1500 الماضية. وتستمرّ كلتا الرؤيتين للقومية والانتماء قائمة إلى يومنا هذا، لكن فكرة فلسطين، بصفتها وطناً للشعب الفلسطيني قائماً وثابتاً منذ زمن طويل، لا تزال مصدر إلهام للمقاومة. وفي المقابل، تحولت الجغرافيا المتخيّلة لفلسطين كفضاء عبري إلى وضع فعلي يتمثل في استعمار واستيطان يهوديين للأرض، يرتكزان على الغزو والاحتلال ويستعينان بممارسات متواصلة من التحكّم والسيطرة والقوة.
مع ذلك، يبقى هذا الوضع الفعلي للغزو والاستعمار والاستيطان غير مكتمل. إذ ما زال الفلسطينيون، بدرجات متفاوتة من النجاح، صامدين فوق المشهد، تحفزهم دوافع وطنية، جزئياً على الأقلّ، وشعور بحضورهم المتواصل على الأرض. وكردٍ على هذا الصمود، لجأت الحركة الصهيونية وأتباعها المعاصرون إلى النمط الثاني الأكثر صفاقة من "هندسة الأوضاع"، بما يمكّنها من إعادة صوغ المشهد الفلسطيني إلى فضاء يهودي وفق ما تخيّلوه. وهدفت هذه المساعي المتمثلة في جعل المشهد الطبيعي الفعلي يتطابق بشكل أكبر مع المشهد المتخيّل إلى تطهير أرض الشعب اليهودي من خلال إزاحة الفلسطينيين قسراً عن الأرض.
وتجلّى النموذج المحدِّد لهذا النمط من "الهندسة" فيما حدث خلال السنوات 1947-1949 حين جرى طرد 750،000 فلسطيني من الأراضي التي أصبحت ’دولة إسرائيل’، وتدمير المئات من القرى الفلسطينية، التي طُمر العديد منها وتم محوها تحت مشاريع ’الصندوق القومي اليهودي’ التشجيرية. لكن، بالإضافة إلى هذا الحدث الاستثنائي، كان هناك حملات متواصلة هدفت إلى تخليص المشهد الطبيعي من الحضور الفلسطيني. وتجري بعض الحملات لتجريد الفلسطينيين من أملاكهم بواسطة القانون، في إطار حرب تُشنّ عبر المؤسسات القانونية بحيث يمكن وصفها بـأنها "حرب بأدوات قانونية"، تعمل على إزالة الحضور الفلسطيني على الأرض من خلال اللجوء إلى إلغاء الحق الفلسطيني في الملكية العقارية. وثمة وسيلة شبيهة بـ ’الحرب بأدوات قانونية’، لكنها تشكل نوعاً من العنف أكثر صلافة إذ تتمثّل في هدم المنازل بناء على نظام قوانين تصاريح البناء المتشدد ويحد من منحها للفلسطينيين ويصنّف المنازل الفلسطينية القائمة كمنازل غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي غير شرعية.
كما يتم اللجوء إلى إجراء آخر لتخليص المشهد الطبيعي من الحضور الفلسطيني، ويتمثل في الاقتلاع الفجّ للمزروعات وإتلافها وحرقها. وهذا ما يوفّر فرصة لتلمّس كيف تؤثر المخيًلة الصهيونية مباشرة في الممارسات الصهيونية الساعية إلى إعادة تشكيل المشهد الطبيعي. فمن خلال إتلافهم المزارع الفلسطينية، يعمد الصهيونيون إلى حرمان الفلسطينيين من القدرة على تغذية أنفسهم - في خطوة أولى لدفعهم خارج أرضهم، بحيث يجري تحويل المشهد الطبيعي ليكون أكثر تساوقاً مع الجغرافيا الصهيونية المتخيّلة. فالفلسطينيون، في المخيّلة الصهيونية، لا يمكن أن يتصرّفوا بطريقة عقلانية هادفة أو مستقلة على الأرض.
وجرى التعبير عن هذا التخيّل، بصورة بديهية تماماً، من فتاة مراهقة من مستوطَنة يهودية، حين سألها الجغرافي القانوني ايروس برافرمان لِمَ قامت مع أصدقائها بحرق أشجار الزيتون الفلسطينية واقتلاعها في قرية سِنجِل، فجاء ردّها – "ليس لديّ مشكلة مع الأشجار، فالأمر يتعلّق بالأرض- إنها أرضنا، وليست أرضهم" – ليؤكّد حجّة إدوارد سعيد بأن الخيال ليس منغرساً في الروحية فحسب، وإنما أيضاً هو جزء من اندفاعة مادية حقيقية جداً.