مكان

بربرة

مكان
بَرْبَرَة
اللواء
غزة
المحافظة
غزة
متوسط الارتفاع
50 م
المسافة من غزة
17 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 1546 1546
1944/45 2410 2410
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 13477 501 13978
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 710 499 1209
البناء 70 70
780 499 1279 (9%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
حبوب 9613 2 9615
الأراضي المزروعة والمروية 2952 2952
الموز و الحمضيات 132 132
12697 2 12699 (91%)
عدد المنازل (1931)
318

كانت القرية تقوم على الطرف الشرقي للهضاب الرملية الساحلية، التي تمتد في موازاة البحر الأبيض المتوسط. وكان وسط القرية يقع في رقعة أرض مستوية نسبياً، لكن بعض منازل القرية كان ينهض على أراض متعرجة بالقرب من الهضاب. وكان زحف الرمال يمثل مشكلة خطرة حتى الأربعينات حين نجح السكان في تثبيت الكثبان، وذلك ببناء المنازل وزرع الأشجار في الِأماكن الملائمة. وكانت بربرة تقع إلى الغرب مباشرة من الطريق العام الساحلي وخط سكة الحديد، لذا فقد كانت ترتبط بالمراكز المدنية إلى الشمال والجنوب. وكانت طرق فرعية تربطها بالقرى المجاورة. ويبدو أن قرية بالاسم نفسه (بربرة/ Barbara) كانت موجودة في ذلك الموقع خلال الاحتلال الروماني لفلسطين. ويقول الجغرافي العربي مجير الدين الحنبلي (توفي سنة 1522 تقريباً) إن القرية كانت مسقط رأس الشيخ يوسف البربراوي، وهو عالم محلي وتلميذ العالم الشهير أحمد بن داود الذي توفي سنة 1323 . في سنة 1596، كانت بربرة قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 402 .

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت القرية مستطيلة الشكل، تحيط بها حدائق عدة وبركتان. أمّا الرمال الزاحفة من الشاطئ، فكان يصدّها سياج من نبات الصبَّار في الحدائق. وفي الشرق كانت توجد بساتين من شجر الزيتون . وكانت منازل بربرة، المبنية بالطوب، مفصولة بعضها عن بعض بأزقة رملية. وكان سكانها من المسلمين، لهم مسجد قديم وسط القرية شُيِّد خلال عهد السلطان العثماني مراد الثالث (1574- 1596)، وكان يضم ضريح الشيخ يوسف البربراوي المذكور أعلاه. وبالإضافة إلى المسجد، كان في وسط القرية عدد من الدكاكين ومدرسة ابتدائية - أُسست في سنة 1921 - كانت تضم 252 تلميذاً في سنة 1947.

كانت الأراضي الزراعية تحيط بالقرية من جوانبها كافة. وكان عنبها، الذي كان يُعتبر من أفضل الأعناب في فلسطين، يباع في الكثير من بلدات الساحل وقراه. وبالإضافة إلى ذلك، كان سكانها يزرعون اللوز والتين والزيتون والحمضيات والغوافة والبطيخ والشمّام والحبوب. وكانت أشجار الفاكهة تتركز في القسم الغربي من القرية، والحبوب في القسم الشرقي منها. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 132 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و9613 دونماً للحبوب، و2952 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكانت الزراعة في معظمها بعلية. وقد حُفر بعض الآبار على عمق 35- 40  متراً لري أشجار الحمضيات والخضروات. وكانت بربرة مشهورة أيضاً بالبُسُط الطويلة 'المَزاوِد'، التي كانت تحيكها النسوة.

كانت بربرة شهدت اشتباكات منذ الأسابيع الأولى من الحرب. ففي النصف الأول من كانون الثاني/ يناير 1948، أطلق أشخاص من باص يهودي كان يمر بالقرية، النار على سكانها من دون أن تقع أية ضحايا. وعند الساعة السابعة من صباح 12 كانون الثاني/ يناير، بحسب ما جاء في تقرير أوردته صحيفة 'فلسطين'، أُطلقت النار على القرية وكُسر الزجاج في المدرسة (الخالية). وحدث هجوم آخر في نيسان/ أبريل 1948 ورد ذكره في أحد تقارير القائد السوداني للقوات العربية غير النظامية في منطقة غزة، طارق الإفريقي؛ فعندما كان سكان القرية يعملون في حقولهم في 10 نيسان/ أبريل، تعرضوا لنيران أطلقها عليهم سكان مستعمرة يهودية مجاورة، فجُرح أحدهم. وقد ردّ المدافعون عن القرية على النار، فدارت معركة استمرت ساعتين. ولم تذكر التقارير سقوط ضحايا بين سكان القرية الذين قالوا إنهم شاهدوا أفراد القوات اليهودية يحملون قتلاهم وجرحاهم خلال انسحابهم .

خلال الهدنة الثانية في الحرب، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة تهدف إلى ربط القوات الإسرائيلية في النقب بالقوات المتمركزة إلى الشمال منها، في المنطقة الواقعة جنوبي الرملة. وسقطت بربرة عند نهاية عملية يوآف، في 4- 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948، بعد سقوط المجدل بقليل. أمّا السكان فقد طُردوا منها، أو فروا تحت وطأة نيران الحرب .

بُنيت مستعمرتان على أراضي القرية. فقد أُقيمت مستعمرة مفكيعيم في 12 كانون الثاني/ يناير 1949، إلى الجنوب من القرية مباشرة، وذلك لمنع سكانها من العودة. أمّا تلمي يافي، التي أُقيمت في سنة 1950، فهي إلى الجنوب الشرقي من الموقع. وبُنيت مستعمرة غيئا في السنة ذاتها إلى الشمال الشرقي من الموقع؛ وهي قريبة من أراضي القرية، لكن ليست عليها وإنما على أراضي قرية الجيّة المجاورة.

لم يبق منها سوى الحيطان المتداعية وركام المنازل، المغطَّى بالأشواك والعوسج. وتنمو في الموقع أيضاً أشجار الكينا والجمّيز الكبيرة، فضلاً عن نبات الصبّار. ولا يزال بعض أزقتها القديمة واضح المعالم. وتُستخدم رقعة من موقعها مكباً للنفايات وللسيارات المحطمة. أمّا الأراضي المجاورة، فيزرعها المزارعون الإسرائيليون ذرةً.

t