سيرة

رشيد الحاج إبراهيم

سيرة

رشيد الحاج إبراهيم

1889, حيفا
1953, عمّان

ولد في حيفا. والده: إبراهيم بن أحمد آغا الحاج إبراهيم. زوجته: نظمية تسابحجي من دمشق. أبناؤه: عبد الرحمن؛ سميح. ابنته: سعاد زوجة محمد عبده أحمد حلمي عبد الباقي.

تلقى علومه الابتدائية والثانوية في حيفا أيام الحكم العثماني. ثقّف نفسه ثقافة عالية وأجاد اللغة التركية.

عمل موظفاً في سكة حديد الحجاز في حيفا. وانتقل إلى العمل التجاري مع أخيه بعيد الاحتلال البريطاني سنة 1917.

وقف رشيد الحاج إبراهيم ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين وعارض الهجرة اليهودية الى فلسطين. وبدأ يناضل منذ مطلع سنة 1919 ضد استيلاء اليهود على الأراضي "المدوّرة" (الجفتلك)، إذ كان من ضمن ممثلي حيفا الذين وقّعوا، لهذا الغرض، على مذكرة احتجاج إلى مؤتمر السلم في باريس.

مثّل الحاج إبراهيم حيفا في جميع المؤتمرات العربية الفلسطينيّة منذ المؤتمر الأول الذي عقد في القدس في كانون الثاني/ يناير 1919 حتى المؤتمر السابع الذي عقد في حزيران/ يونيو 1928. وكان قد حضر المؤتمر السوري العام في دمشق في حزيران/ يونيو – تموز/ يوليو 1919 ممثلاً "الجمعية الإسلامية المسيحية" في حيفا.

كان سنة 1924 من ضمن الوفد الذي انتدبته الهيئات الوطنية الفلسطينية، برئاسة الحاج أمين الحسيني، لزيارة العراق وإمارات الخليج العربي من أجل جمع التبرعات لترميم المسجد الأقصى.

شارك الحاج إبراهيم في تأسيس صحيفة "اليرموك" في حيفا، التي صدر عددها الأول في 31 آب/ أغسطس 1924، وظلت تصدر حتى سنة 1933.

وفي سنة 1930 تولى إدارة البنك العربي في حيفا.

تولى الحاج إبراهيم رئاسة "جمعيّة الشبان المسلمين" في حيفا منذ تأسيسها سنة 1928 حتى سنة 1932 حين خلفه في هذا المنصب الشيخ عز الدين القسّام، الذي كانت تربطه به صداقة حميمة.

كان عضواً في اللجنة التأسيسية لـ"المؤتمر الإسلامي العام" الذي عقد في القدس في كانون الأول/ ديسمبر 1931، وواحد من ممثلين اثنين عن مدينة حيفا فيه. كما كان من أعضاء اللجنة العليا لـ"صندوق الأمة" في سنة 1932 الذي هدف إلى جمع التبرعات من أجل إنقاذ أراضي فلسطين.

كان الحاج إبراهيم من ضمن مؤسسي "حزب الاستقلال العربي" الأحد عشر، الذي أُعلن رسمياً عن قيامه في آب/ أغسطس 1932.

فاز في الانتخابات البلدّية التي جرت في حيفا في كانون الثاني/ يناير 1934.

في خريف سنة 1935، كان رشيد الحاج إبراهيم أحد الذين وجّه إليهم الشيخ عز الدين القسّام رسالة يعلمهم فيها بأنه سيتوجه إلى الجبال لخوض الجهاد ضد الاستعمار البريطاني.

ترأس الحاج إبراهيم لجنة حيفا القومية التي بادرت في 21 نيسان/ أبريل 1936 إلى دعوة سكان المدينة إلى الإضراب العام الشامل. وكان من أبرز الدعاة إلى الوحدة الوطنية، وقدِم إلى القدس لحثّ الحاج أمين الحسيني على إنشاء قيادة عليا للإضراب الشعبي العام تتألف من قيادات الأحزاب العربية الستة، وهي التي انبثقت عنها "اللجنة العربية العليا".

اعتقلته السلطات البريطانيّة في 15 حزيران/ يونيو 1936 في معتقل صرفند، حيث بقي محتجزاً حتى 23 تشرين الأول/ أكتوبر من السنة نفسها.

شارك رشيد الحاج إبراهيم في المؤتمر القومي العربي الذي عقد في مطلع الأسبوع الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر 1937 في بلدة بلودان السورية، وقرر رفض مشروع تقسيم فلسطين الذي تقدمت به "لجنة بيل" (Peel) البريطانية.

عادت السلطات البريطانية واعتقلته ثانية بعد اغتيال لويس اندروز حاكم لواء الجليل في 26 أيلول/ سبتمبر 1937. ونُفي الحاج إبراهيم إلى جزيرة سيشيل، ولم يفرج عنه ورفاقه إلاّ في نهاية سنة 1938 شرط أن يبقوا خارج فلسطين إلى إشعار آخر. وكان الزعيم الفلسطيني الوحيد من غير أعضاء "اللجنة العربية العليا" الذين نفتهم السلطات البريطانية إلى سيشيل.

سمحت السلطات البريطانية بعودته الى فلسطين في نيسان/ أبريل 1940 وهو متوعك الصحة، فراح يزاول عمله كمدير لفرع "بنك الأمة العربية" الذي أنشأه في القدس أحمد حلمي باشا بعد انفصال الشراكة بينه وبين عبد الحميد شومان في "البنك العربي".

شارك رشيد الحاج إبراهيم مع عوني عبد الهادي في مطلع سنة 1943 في إعادة تنظيم "حزب الاستقلال"، كما دعم بقوة مشروع إنشاء "صندوق الأمة العربية".

حاول في شباط/ فبراير 1943 تأليف جبهة عربية موحدة في حيفا تشرف على التوجيه الوطني، في غياب الحاج أمين الحسيني، وترأس لهذا الغرض اجتماعاً وطنياً حضره عدد كبير من رجال فلسطين، لكن محاولته هذه لم يكتب لها النجاح.

أشرف الحاج إبراهيم على الدفاع عن حيفا بعد قرار التقسيم سنة 1947، فدعت "الجمعية الإسلامية" التي ترأسها إلى مؤتمر عام لرجال المدينة اتخذ عدداً من المقررات من بينها دعوة "الهيئة العربية العليا" إلى إعلان التعبئة العامة في البلاد وطلب الخدمة العسكرية ممن بلغ سن 18-60 عاماً والسعي في تسليح الشباب وتدريبهم على أصول القتال.

وعندما تألفت اللجان القومية في فلسطين ترأس اللجنة القومية في حيفا التي أشرفت على شؤون المدينة.

كان الحاج إبراهيم في جولة على العواصم العربية المجاورة، للتنبيه إلى خطورة أوضاع حيفا، عندما سقطت مدينته في 23  نيسان/ أبريل 1948 في أيدي القوات الصهيونية.

لجأ  الحاج إبراهيم، بعد النكبة، إلى عمّان حيث أمضى بقيَة أيامه.

توفي في عمّان، ونقل جثمانه الى دمشق ودفن فيها.

رشيد الحاج إبراهيم من أبرز رجالات فلسطين وقادتها خلال الانتداب البريطاني في مجالي العمل السياسي والنشاط الاقتصادي والمصرفي. كان وحدوياً وطنيّاً عربيّاً إسلاميّاً، مستقيم الأخلاق نقي اليد والسريرة، صلب العود قوي الهمّة. دوّن مذكراته في عمّان، بعد النكبة، يشرح فيها مسؤولية الزعامة الفلسطينيّة فيما حدث. وتشكّل هذه المذكرات نموذجاً فذاً من النقد الذاتي عن النكبة وأسبابها.

من أثاره:

"الدفاع عن حيفا وقضية فلسطين: مذكرات رشيد الحاج إبراهيم، 1891- 1953". تقديم وليد الخالدي. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2005.

 

المصادر:

الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن" (خمسة مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.

"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، المجلد الثالث". دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

"من هو؟: رجالات فلسطين 1945-1946 (ط 2)". عمان: مؤسسة التعاون، 1999.

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.                      

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a  Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.