مكان

بيت عفا

مكان
بَيْت عَفّا
اللواء
غزة
المحافظة
غزة
متوسط الارتفاع
100 م
المسافة من غزة
29 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 462 462
1944/45 700 700
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 5707 101 5808
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 10 101 111
البناء 26 26
36 101 137 (2%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب المجموع
حبوب 5657 5657
الأراضي المزروعة والمروية 14 14
5671 5671 (98%)
عدد المنازل (1931)
105

كانت القرية تنهض على رابية صغيرة في منطقة قليلة الارتفاع إلى جوار السهل الساحلي، وتربطها طرق فرعية بطريقين عامين: أحدهما يتجه شمالاً، والآخر يتجه جنوباً ويفضي إلى المجدل على الطريق العام الساحلي. وكانت بيت عفّا منزل الفالوجي، الشيخ المتصوف المعروف الذي هاجر من العراق إلى فلسطين في القرن الرابع عشر ميلادي، وذلك قبل أن ينتقل إلى القرية التي أصبحت تعرف باسم الفالوجة. في سنة 1596، كانت بيت عفّا قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 143 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب .

في أواخر القرن التاسع عشر كانت بيت عفّا قرية متوسطة الحجم، ومبنية بالطوب . وكان سكانها من المسلمين، وفيها مقام لرجل يعتقد سكانها أنه النبي صالح. وجاء في القرآن الكريم (سور الأعراف والشعراء والنمل )، أن صالحاً بُعث نذيراً لأقوام في الشمال الغربي من الجزيرة في غابر الأيام. وكان ثمة مقام آخر مشهور للنبي صالح في مدينة الرملة. وكانت القرية تعتمد على الفالوجة، وهي قرية كبيرة إلى الجنوب الشرقي منها، للحصول على الخدمات التجارية والتربوية. وكان سكانها في معظمهم يعملون في الزراعة البعلية، فيزرعون الحبوب والعنب. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 5657 دونماً مخصصاً للحبوب، و14 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان بعض سكانها يربّي المواشي ويرعاها في المراعي الواقعة بين بيت عفّا وكوكبا، الواقعة إلى الجنوب الغربي. وكانت بيت عفّا مبنية في موقع سكني قديم. وقد أشار علماء الآثار إلى وجود مزار وبقايا أثرية إلى الشرق منها، وفي وادي الرانة. وكان ثمة خربة تقع في أراضيها، وتضم بقايا حيطان مبنية بحجارة غير مقطّعة وبئراً وأعمدة.

استناداً إلى تقرير صحافي نُشر في صحيفة 'فلسطين'، فإن وحدة من الميليشيات الصهيونية دخلت ضواحي القرية في منتصف ليل 27 كانون الثاني/ يناير 1948، وحاولت زرع الألغام في بعض المنازل النائية. غير أن حراس القرية انتبهوا لوجود المتسللين، فجرى اشتباك دام ساعتين؛ الأمر الذي أجبر المهاجمين على الانسحاب إلى مستعمرة نيغبا .

ثمة روايات متضاربة في شأن احتلال قرية بيت عفّا. ويبدو أن القرية تنقلت بين أيدي المتحاربين مرتين على الأقل، في أثناء الحرب. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس إنها احتُلت في 14- 15 تموز/ يوليو 1948، خلال الفترة المعروفة بـ'الأيام العشرة' ما بين هدنتي الحرب. واستناداً إلى موريس، فإن وحدات تابعة للواء غفعاتي استولت على القرية في أثناء المرحلة الثانية من عملية هجومية وسّع اللواء بعدها رقعة انتشاره إلى الجنوب حتى مشارف النقب. وهذا يطابق ما جاء في تقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز' وفحواه أن القرية احتُلَّت في 15 تموز/ يوليو .

غير أن كتاب 'تاريخ حرب الاستقلال' يورد أن القرية كانت في يد الإسرائيليين في 9 تموز/ يوليو، أي بينما كانت الهدنة الأولى تشارف على الانتهاء. وكانت تحتلها فصيلة من الكتيبة الثانية في لواء غفعاتي. لكن الجيش المصري احتلها في ذلك التاريخ، بعد أن مارس 'ضغوطاً استمرت طوال الصباح.' وجاء في رواية الهاغاناه أن الكتيبة الرابعة في اللواء المذكور حاولت احتلال القرية من جديد بعد ذلك بأسبوع، أي في 17- 18 تموز/ يوليو، لكنها أخفقت على الرغم من أنها كانت معزَّزة بإنزال بحري. وتضيف الرواية 'أن المصريين كانوا يعلمون تمام العلم أهمية هذه القرية الحيوية، ولذلك حصّنوها تحصيناً جيداً.' غير أن الكاتب المصري محمد عبد المنعم يقول إن احتلال إسرائيل للقرية تم بعد ذلك بيومين، أي خلال ليل 10- 11 تموز/ يوليو، عندما انتُزعت القرية من أيدي المجاهدين الفلسطينيين الموكل إليهم الدفاع عنها. ويضيف عبد المنعم أن القوات المصرية النظامية استعادت القرية صباح اليوم التالي (11 تموز/ يوليو). ويؤكد ذلك تقرير نشرته صحيفة 'نيويورك تايمز'، وجاء فيه أن بيت عفّا سقطت أولاً في يد الإسرائيليين في 9 تموز/ يوليو، ومعها عراق سويدان وعبدس، وأن القوات العربية استعادتها في اليوم التالي. وبعيد هذه المعركة زعم الإسرائيليون أنهم قتلوا 300 من الجنود المصريين والسودانيين، وأنهم أسروا 200 آخرين .

على الرغم من الفوارق الطفيفة في هذه التواريخ، فإن الرواية الأخيرة التي جاء فيها أن الإسرائيليين احتلوا القرية ثم فقدوها خلال 'الأيام العشرة' الفاصلة بين الهدنتين، تبدو أَوْلى بالتصديق. ومن المرجح أن تكون بيت عفّا سقطت في يد الإسرائيليين في النصف الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، خلال عملية يوآف. لكن من المرجح أن يكون سكانها طُردوا منها في زمن الاحتلال الأول .

أُقيمت مستعمرة ياد ناتان بالقرب من موقع القرية في سنة 1953، على أراضي قرية عراق سويدان إلى الشمال الغربي من بيت عفّا.

لم يبق من منازلها أثر، ولا يميز الموقع سوى أشجار الجميز والخروب ونبات الصبّار. وتُزرع الفاكهة، وخصوصاً الحمضيات، في الأراضي المجاورة التي ترويها مياه مستمدة من نهر الأردن بواسطة قناة.

t