عملية داني

عملية داني

العملية عسكرية
عملية داني
تاريخ البدء
09 تموز 1948
تاريخ الانتهاء
18 تموز 1948
وحدة (وحدات) صهيونية
لواء هرئيل
لواء يفتاح
لواء كرياتي
لواء ألكسندروني
لواء عتسيوني
وحدة (وحدات) عربية
القوات المصرية
القوات العراقية

كانت عملية داني أكبر عملية هجومية شُنَّت في فترة الأيام العشرة بين هدنتي الحرب، وتمت على مرحلتين: ففي المرحلة الأولى (9 - 12 تموز) احتُلَّت مدينتا اللد والرملة، وفي المرحلة الثانية (13 - 18 تموز) تمكّن الجنود الاسرائيليون من السيطرة على طريق رام الله - اللطرون العام. 

قام بتنفيذ المرحلة الأولى قوة مختلطة، قوامها ثلاثة ألوية من البلماح (هرئيل ويفتاح واللواء الثامن، أو المدرّع) وكتيبتا مشاة: إحداهما من لواء كرياتي، والأُخرى (كتيبة المشاة الثالثة) من لواء ألكسندروني. وقد قاربت وحدات من لواء يفتاح اللد والرملة من الجنوب، بينما قاربها جنود الألوية الأُخرى من الشمال مستولين على القرى الواقعة في طريقهم. 

بيّنت خطة المرحلة الأولى من العملية أن قرية البرّية، من قرى قضاء الرملة، ستُستخدم منطلقاً لوحدة إسرائيلية تطوِّق مدينتي اللد والرملة وتعزلهما عن مناطقهما الخلفية. وبعد تطويق المدينتين بحركة كماشة، شنَّت الوحدات الإسرائيلية هجوماً على اللد، التي سقطت مساء 10 تموز. بعد الاستيلاء على اللد، عمدت هذه الوحدات إلى الانتشار كالمروحة في مناطق اللد الخلفية، مجتاحة مجموعة من القرى في سهل اللد - الرملة والمشارف الغربية لمدينة القدس. 

واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، فإن قرى كثيرة دُمِّرت تدميراً كاملاً بُعيد الاستيلاء عليها. وفي 10 تموز، أمرت القيادة العامة للعمليات لواء يفتاح واللواء الثامن بأن ينسفا معظم منازل الطيرة، وأن يستبقيا بعض المنازل قائماً لإيواء حامية صغيرة. وكانت الأوامر الصادرة إلى لواء يفتاح، وفقاً لموريس، تنص على "التحصن في كل موضع يتم الاستيلاء عليه، وتدمير كل منزل لا يراد استعماله [لإيواء الجنود الإسرائيليين]". وقد عوملت قرية عنّابة المجاورة المعاملة نفسها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "اليهودية" (العباسية) ورنتية (وكلتاهما في قضاء يافا) وقولة (في قضاء الرملة) احتُلَّت في ذلك الوقت. ولا ذكر في ذلك كله لما حل بالسكان الذين فرّوا في إبان الهجمات، أو طُردوا من ديارهم بُعيد دخول الجنود الإسرائيليين.

هوجمت الرملة واحتُلَّت في 12 تموز. وفي اليوم نفسه، انتشر بعض الوحدات الإسرائيلية إلى الشمال منها لحماية الجانب الشمالي من العملية. واستولت الكتيبة الثانية من لواء ألكسندروني على مجدل يابا، منتزعة السيطرة على هذه القرية من القوات العراقية التي كانت تدافع عنها. بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من عملية داني، التي ترامت حتى ممر القدس. وقد كُلِّف لواء هرئيل احتلال بضع قرى إلى الشرق وكانت الخطة الأصلية تقضي، استناداً إلى "تاريخ حرب الاستقلال"، باحتلال اللطرون ورام الله وإحكام السيطرة على طريق القدس. 

أُمرت القوات الإسرائيلية بمهاجمة بيت نبالا حيث كان الجيش العربي أقام، بعد سقوط اللد والرملة، خط دفاع ثانياً، مركِّزاً فيه إحدى السرايا (نحو 120 - 150 جندياً). وفي 13 تموز 1948، طُرد سكان اللد من مدينتهم، وأشار الجنود الإسرائيليون على الكثيرين منهم بالذهاب إلى بيت نبالا (التي كانت لا تزال في يد العرب). ثم احتُلَّت بيت نبالا في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد قتال "شديد" استعمل الطرفان فيه السيارات المصفحة؛ وهذا استناداً إلى التقارير البرقية. في اليوم التالي، وردت تقارير تفيد بأن بيت نبالا أصبحت منطقة محايدة، لكن من دون "أن تشكل بعد ذلك تهديداً للد والرملة" اللتين كانتا، كلتاهما، في يد الإسرائيليين.

استولى الإسرائيليون على برفيلية وبير معين والبرج وسلبيت في 15 تموز 1948. وفي اليوم التالي، حاول الجيش العربي أن يسترجع السيطرة على برفيلية والبرج وسلبيت، بفصيلتين من المشاة ورتل مدرّع قوامه عشر مصفحات، بحسب ما ورد في "تاريخ حرب الاستقلال". وقد جاء في هذه الرواية: 

اتجهت المصفحات نحو البرج، فتركها رجالنا تتقدم حتى بيوت القرية، وعندها فتحوا عليها نيراناً مضادة للدروع. وبعد معركة استمرت أربع ساعات، انسحب العدو ساحباً معه قتلى وجرحى، وتاركاً على أرض المعركة أربع مصفحات وعدداً من القتلى. وفي الوقت نفسه، أطلقت مدافع الهاون خاصتنا ورشاشاتنا الثقيلة نيرانها على قوات مشاة العدو، لكنه انسحب قبل أن نتمكن من استكمال تطويقه. 

ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن محاولة استرداد قرية البرج صَدَّت تقدم القوات الإسرائيلية على هذا المحور. وتباينت التقديرات بشأن عدد الإصابات في هذه المعركة؛ إذ يذهب "تاريخ حرب الاستقلال" إلى أن ثلاثين عربياً قتلوا وخمسين آخرين جرحوا؛ بينما قتل ثلاثة يهود وجرح سبعة غيرهم. لكن عارف العارف يذكر أن سبعة من الجنود العرب استشهدوا، وأن ستة مفقودين اعتُبروا في عداد القتلى، وأن ثلاثة جُرحوا. وجاء في تقرير لوكالة إسوشييتد برس، في اليوم التالي، أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في قريتي بير معين والبرج أخضعت طريق اللطرون - رام الله العام لنار الأسلحة الخفيفة.

مع اقتراب الهدنة الثانية، وتحريك القوات الموجودة في المنطقة نحو جبهات أُخرى، قرر قائد العملية أن يعزل اللطرون عن القرى المتاخمة لها، وأن يهاجمها من الشرق. غير أن القوة التي كُلِّفت عزل القرية أخفقت في مهمتها، ومنيت بتسع عشرة إصابة في مجابهتها الجيش العربي، بحسب ما جاء في الرواية الرسمية الإسرائيلية. أمّا المحاولة السادسة والأخيرة لاحتلال اللطرون، قبيل الهدنة الثانية في 18 تموز، فتمثلت في هجوم صدامي مباشر شنته وحدات من لواء يفتاح. وكانت قوات يفتاح معززة ببضع عربات مدرعة، اشتملت على دبابتين من طراز كرومويل وصلتا لتوهما من القطاع الشمالي. لكن هذه المحاولة أخفقت أيضاً من جراء بعض المشكلات التقنية التي طرأت على إحدى الدبابتين.

 

مراجع مختارة:

العارف، عارف. "النكبة". ستة مجلدات. بيروت وصيدا: المكتبة العصرية، 1956 – 1961، ص .514

The New York Times. 11 July 1948, 13 July 1948, 14 July 1948, 15 July 1948, 17 July 1948, 18 July 1948, 19 July 1948, 21 July 1948, 11 August 1948.

Israeli Ministry of Defense. Toldot Milchemet ha-Qomemiyyut [The History of the War of Independence]. Tel Aviv: Marakhot, 1959, p. 254 ff., 255-56, 260-63, 370.

Morris, Benny. The Birth of the Palestinian Refugee Problem 1947-1949. Cambridge: Cambridge University Press, 1978, p. xvi, xvii, 75, 165, 166, 203.