مصطفى الدباغ
ولد في يافا. والده مراد. والدته آمنة هيكل. زوجته وداد محمصاني. ولداه عمر وصلاح الدين.
تلقى علومه الأولية في المدرسة الأميرية بيافا، ثم أكمل دراسته الثانوية في المكتب السلطاني في بيروت.
استدعي سنة 1915 للخدمة كضابط احتياط في الجيش العثماني، فتلقى تدريباً عسكرياً في مدينة بعلبك (لبنان)، وأُرسل إلى معسكرات الجيش في إسطنبول، ثم أًرسلت وحدته إلى الحجاز، وما لبث أن نُقل إلى عمل إداري.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، انضم إلى صفوف العاملين مع الشريف حسين، فعمل في الحجاز، لمدة تزيد عن السنة، مع الشريف شرف بن راجح، الساعد الأيمن للأمير فيصل في قيادة الجيش العربي.
عاد إلى مدينته يافا في سنة 1919، بعد احتلال بريطانيا فلسطين، ليعمل في مجال التربية والتعليم مدرساً ثم مديراً لمدرسة المعارف الرسمية في الخليل، ثم مدرساً للاجتماعيات في دار المعلمين بالقدس سنة 1925، فمساعداً لمفتش المعارف في نابلس وغزة (1927- 1933)، فمفتشاً للمعارف في يافا (1933- 1940)، وفي نابلس (1940- 1945) ثم في يافا ثانية (1945- 1948).
أَولى عناية خاصة لافتتاح المدارس الريفية الحديثة، فكان يُقنع مسؤولي القرى الفلسطينية بالتبرع بالأرض اللازمة وبناء المدارس على نفقتهم الخاصة، مقابل تولي الحكومة تعيين المعلمين والإنفاق والإشراف عليهم. وخلال تجواله في الربوع الفلسطينية كمفتش للمعارف، كان يجمع ويدوّن المعلومات حول القرى والمدن والمواقع والقبائل والعائلات.
غادر يافا في أيار/ مايو 1948 في آخر مركب غادر المدينة بعد حصارها وقصفها واحتلالها من قبل القوات الصهيونية، مصطحباً معه مجموعة المخطوطات والأوراق التي كان قد كتبها عن تاريخ فلسطين وجغرافيتها. لكن المركب البسيط الذي حمله شارف على الغرق، فما كان من الربان إلاّ أن أمر الرُكّاب بإلقاء ما لديهم في البحر. وهكذا اضطر مصطفى مراد الدباغ إلى التخلي عن أثمن ما لديه، الذي كان قد اكتفى بنقله/ إنقاذه من بين سائر موجوداته عند مغادرته مسقط رأسه للمرة الأخيرة.
عمل، بعد نزوحه إلى سورية، مدرّساً في مدينة دير الزور، ثم انتقل إلى بيروت ليعمل سنة 1949 مفتشاً لمدارس جمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، لينتقل بعدها إلى عمّان، حيث عُيّن مساعداً لوكيل وزارة المعارف الأردنية (1950)، فوكيلاً لوزارة المعارف (1954). ومن الأردن انتقل إلى قطر، ليشغل منصب مدير المعارف (1959- 1961). وبعدها عاد إلى بيروت لينكب على البحث والتأليف.
يُعدّ مصطفى مراد الدباغ من المربين والمؤرخين البارزين في فلسطين، ممن ساهموا مساهمة هامة في النهضة التربوية في كلٍ من الأردن وقطر. وأتقن الدباغ اللغتين التركية والفارسية إلى جانب اللغة العربية. وكان يؤمن بأن التعليم هو أحد الأسباب الرئيسية للنهوض بالفلسطينيين وتمكينهم من مواجهة الخطر الصهيوني ومتطلبات العصر. وقد منحت منظمة التحرير الفلسطينية اسمه وسام القدس للثقافة والفنون والآداب في كانون الثاني/ يناير 1990.
وتعد موسوعته "بلادنا فلسطين" المكونة من 11 مجلداً، التي صدرت عن دار الطليعة ببيروت ما بين سنتي 1965 و1976، أهم مؤلفاته ومن أهم ما كُتب بالعربية عن فلسطين وتراثها الإسلامي والعربي، وعن تاريخها وسكانها وأقسامها الطبيعية والتقسيمات الإدارية فيها.
في آخر كتاب ألّفه مصطفى مراد الدباغ، وهو: "من هنا وهناك" (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1986)، كتب ما يلي: "فإن كان في العمر بقية وفي الوسع والطاقة فضلة صحة فسأواصل البحث في أمجادنا الفلسطينية حتى يقضي الأجل وينقطع العمل."
توفي مصطفى مراد الدباغ في بيروت في 1 تشرين الأول/ اكتوبر 1989، ودُفن فيها.
من آثاره الأخرى:
"مدرسة القرية"، جزآن. القدس، 1935.
"الموجز في تاريخ فلسطين منذ أقدم الأزمنة حتى اليوم". عمّان: مطبعة الاستقلال، 1956.
"قطر ماضيها وحاضرها". بيروت: دار الطليعة، 1961.
"جزيرة العرب: موطن العرب ومهد الإسلام"، جزآن. بيروت: دار الطليعة، 1963.
"القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين". بيروت: دار الطليعة، 1979.
"الموجز في تاريخ الدول العربية وعهودها في بلادنا فلسطين". بيروت: دار الطليعة، 1980.
"الموجز في تاريخ الدول الإسلامية وعهودها في بلادنا فلسطين"، جزآن. بيروت: دار الطليعة، 1981.
المصادر:
شاهين، أحمد عمر. "موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين"، الجزء الأول. دمشق: المركز القومي للدراسات والتوثيق، 1992.
العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د.ن.، 1976.
لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.
"من هو؟: رجالات فلسطين 1945- 1946". ط 2. عمّان: مؤسسة التعاون، 1999.