خليل بيدس
ولد في مدينة الناصرة. والده: إبراهيم. والدته: وردة.
زوجته: أدال أبو الروس. ابنه: يوسف .
تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الروم الأرثوذكسيَة في الناصرة، ثم انتسب إلى دار المعلمين الروسية في المدينة نفسها حيث أمضى فيها ست سنوات، أصبح بعدها مديراً للمدرسة الروسية الابتدائية في حمص في سوريا، ثم نُقل إلى المدرسة الروسية الابتدائية في بسكنتا في لبنان، ومنها إلى مدرسة سوق الغرب ثم إلى مدرسة جدَيْدة مرجعيون في لبنان أيضاً.
نُقل خليل بيدس سنة 1908 إلى المدرسة الأرثوذكسية في حيفا، وأصدر فيها، بعد إعادة العمل بالدستور العثماني، مجلَة "النفائس" الأسبوعية، التي حملت في سنة 1909 اسم مجلة "النفائس العصريّة" وصدرت نصف شهرية. ومنذ سنة 1911، صارت هذه المجلة تصدر من القدس، إلى أن احتجبت عن الصدور عند نشوب الحرب العالمية الأولى، ولم تستأنف صدورها سوى في سنة 1919، لكنها توقفت نهائياً في سنة 1923. وقد انتشرت هذه المجلة في عدد من البلاد العربيّة والأجنبيّة، ونشر كبار أدباء وشعراء فلسطين والعالم العربي أعمالهم فيها.
اختير بيدس سنة 1911 من جانب العرب الأرثوذكس بالتزكية ليمثلهم في "المجلس المختلط"، الذي أنشأته الحكومة العثمانية لإدارة شؤون الطائفة العربية الأرثوذكسية والإشراف على الأوقاف الأرثوذكسية في فلسطين وشرق الأردن، فاستقال من المدرسة الأرثوذكسية في حيفا وانتقل إلى القدس واستقر فيها.
أولى بيدس الهجرة الصهيونيّة اهتمامه مبكّراً ونبّه إلى خطرها، ودعا السلطات العثمانيّة، في المقالات التي كان ينشرها في "الأهرام" و"المقطم" في مصر، إلى اتّباع العدل في معاملتهم العرب وطالب بإنصافهم. وعند اندلاع الثورة العربية في حزيران/ يونيو 1916، حُكم عليه بالإعدام، لكنه لجأ إلى البطريركية الأرثوذكسية في القدس، فحمته وأنقذته من المشنقة.
اشترك بيدس في مظاهرة سنة 1920 في القدس، وخطب فيها منبهاً إلى خطر وعد بلفور، فاعتقلته السلطات البريطانيّة وأودعته سجن عكا بعد أن حكمت عليه بالسجن خمسة عشر عاماً. وفي السجن، ألّف كتاباً وصف فيه سجن المستعمِر والأساليب الوحشية التي يعامل بها السجناء الوطنيين. بيد أن المندوب السامي البريطاني، هربرت صموئيل، أصدر بعد فترة قراراً بالعفو عنه وعن جميع المساجين السياسيين من عرب ويهود.
عُيّن بيدس، بعد ذلك، معلماً للّغة العربيّة في مدرسة "المطران" (مدرسة السان جورج) بالقدس، وهو منصب ظل يشغله إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1945.
أنشأ بيدس مكتبة قيمة تحوي نفائس المخطوطات والمؤلفات فُقدت جميعها عندما اضطرّ إلى مغادرة منزله بالقدس سنة 1948 سيراً على الاقدام متجهاً الى قرية سلوان المجاورة بعد أن احتلت القوات اليهودية حارته، ومن سلوان انتقل إلى عمّان، ومنها إلى بيروت التي توفي فيها سنة 1949 ودُفن فيها.
خليل بيدس أديب وقصًاص ومترجم من الطراز الأوّل وخطيب مفّوه، ساهم في انتقال القصص الفلسطينية إلى آفاق جديدة ترتبط بالواقع وتصوّر حياة الناس. تأثر بكبار الأدباء الروس، أمثال بوشكين وتولستوي، ويعتبر رائد الترجمة من الروسيّة إلى العربيّة. دعا إلى نهضة ثقافيّة في العالم العربي، وترك نحو 44 كتاباً بين مُؤلّف ومُترجم.
منحته منظمة التحرير الفلسطينية ، في كانون الثاني/ يناير 1990، وسام القدس للثقافة والفنون والآداب.
من آثاره:
بوشكين. "ابنة القبطان" (مترجم)،
تولستوي. "أهوال الاستبداد" (مترجم)
"الطبيب الحاذق". بيروت: 1898.
"العقد الثمين في تربية البنين". بعبدا: المطبعة العثمانية، 1898.
"الوارث: رواية اجتماعيّة غراميّة". القدس: 1920. أعيد نشره على موقع الرقمية للنشر والتوزيع الإلكتروني، 2012:
alraqamia.com/books/view/119
"مسارح الأذهان: مجموعة أدبية فنية روائية في حقيقة الحياة". القاهرة: المطبعة العصرية، 1924.
"العرب، أبطالهم وأشهر حوادثهم". القدس، 1942.
المصادر:
ديكان- واصف، سارة. "معجم الكتّاب الفلسطينيين". باريس: معهد العالم العربي، 1999.
العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د. ن.، 1976.
"الموسوعة الفلسطينية"، القسم العام، المجلد الثاني. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., rev. and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.