سيرة

عمر الصالح البرغوثي

سيرة

عمر الصالح البرغوثي

1894, دير غسانة
22 حزيران 1965, القدس

ولد في قرية دير غسانة الواقعة شمال رام الله. والده: محمود الصالح. والدته: صفية بنت مصطفى مزهر التميمية البرغوثية. أخوه: عبد الحفيظ. زوجته: سهير البرغوثي. ولده: جميل.

بدأ تعليمه في كُتّاب القرية، ثم ألحقه والده بمدرسة "الأليانس" اليهودية الفرنسية في القدس، التابعة لـ(L'Alliance israélite universelle) ثم بمدرسة "الفرير" (Collège des Frères) التي انتقل منها إلى مدرسة المطران في القدس (مدرسة سان جورج)، قبل أن يتابع تعليمه في "المكتب السلطاني" في مدينة بيروت.

عاد عمر الصالح البرغوثي، بعد أن انهى تعليمه، إلى قرية دير غسانه، حيث أسَس "الجمعيَة العربيَة" ذات التوجهات القومية، وأنشأ لها فروعاً في عدد من القرى المجاورة. وسعى إلى فتح مدرسة للبنات في قريته.

تطوع كاتباً خلال سنوات الحرب العالمية الأولى في دائرة أخذ العسكر في القدس، كي لا يساق إلى الخدمة الإجبارية بعيداً عن وطنه.

انخرط عمر الصالح البرغوثي في الحركة الوطنيَة ضد الحكم البريطاني منذ سنة 1919، عندما انتُخب عضواً في اللجنة الإدارية لـ"الجمعية الإسلامية- المسيحية" في القدس، ممثلاً عن قرى القدس. ونفته السلطات البريطانية إلى عكا ووضع قيد الإقامة الجبرية بتهمة مشاركته في تظاهرة نيسان/ أبريل 1920 في القدس.

ساهم البرغوثي في تحرير جريدة "مرآة الشرق" التي أنشأها بولس شحادة، وانضم إلى "الجمعيّة الشرقية الفلسطينيّة" (Palestine Oriental Society) في القدس، وحاضر فيها بالإنكليزية عن الفولكلور والعادات الفلسطينية، وكان يكتب مقالات إلى مجلتها.

كان البرغوثي من المعارضين لقيادة الحاج محمد أمين الحسيني، وشارك في الاجتماع التأسيسي لـ"الحزب الوطني العربي" الذي عقد في القدس في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 1923. غير أن سياسة هذا الحزب المعارض بنيت على الأسس العامة نفسها التي قامت عليها الحركة الوطنية برئاسة الحاج أمين الأمر الذي أدّى إلى إخفاقه بعد فترة قصيرة من تأسيسه.

التحق البرغوثي بـ"معهد الحقوق الفلسطيني" في القدس وتخرج فيه سنة 1924، وافتتح مكتباً وصار يمارس مهنة المحاماة.

كان سنة 1928 من الأعضاء المؤسسين في "مؤتمر الأندية الإسلامية"، كما شارك، في السنة نفسها، في أعمال "المؤتمر العربي الفلسطيني السابع" وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية التي انبثقت عنه، وأسس مطلع الثلاثينيات "جمعية إسلامية- مسيحية" في منطقة رام الله وترأسها.

اتصل البرغوثي في أيار/ مايو 1930 بلجنة التحقيق البريطانية الفنية التي ترأسها السير جون هوب سمبسون (John Hope Simpson) وقدمت إلى فلسطين لدراسة أحوال الفلاحين العرب وأثر الاستيطان اليهودي عليهم، واصطحب رئيسها إلى مناطق رام الله وأريحا وبيت لحم.

شارك البرغوثي في مؤتمر دعت إليه "المعارضة" في القدس، أثناء انعقاد "المؤتمر الإسلامي العام" في كانون الأول/ ديسمبر 1931، أُطلق عليه اسم: "مؤتمر الأمة الإسلامية الفلسطينية"، وألقى فيه خطبة حماسية، داعياً إلى رفض الانتداب ووعد بلفور ووقف الهجرة اليهودية.

عيّن بين سنتي 1933 و1948 في "معهد الحقوق الفلسطيني" في القدس لتدريس مادة القانون المدني، وأصبح عضواً في مجلس عمداء المعهد.

كان البرغوثي، بعد اندلاع الإضراب العام، ضمن لجنة المحامين المنبثقة عن "اللجنة القومية" التي تشكلت في القدس في مطلع أيار/ مايو 1936. وبعد أن تولى الدفاع مجاناً عن المعتقلين خلال "هبة البراق" سنة 1929 في القدس والخليل وصفد، صار في سنة 1936 يحامي عن المعتقلين من "عصبة القسام" الجهادية، كما تولّى أحياناً الدفاع عن الشيوعيين الفلسطينيين أمام المحاكم.

وبناء على تبنيه سياسة "خذ وطالب"، كان البرغوثي، في أيار/ مايو 1939، من الداعين إلى قبول "الكتاب الأبيض" الذي أصدرته الحكومة البريطانية واقترحت فيه مشروعاً يضع قيوداً على هجرة اليهود وانتقال الأراضي إليهم ويطرح إمكانية قيام دولة مستقلة في فلسطين بعد مضي عشر سنوات، وهو ما رفضته الحركة الوطنية بزعامة الحاج أمين الحسيني، لاشتراط بريطانيا وجوب اتفاق الطرفين على قيام الدولة المستقلة المزمعة.

شارك البرغوثي في وفد فلسطين إلى "مؤتمر المحامين العرب الأول" الذي عقد في دمشق في آب/ أغسطس 1944، واختيراً عضواً في لجنته القانونية وفي لجنته العلمية.

كان البرغوثي قريباً من موسى العلمي عشيّة النكبة، وأيَد سنة 1946 مشروع هذا الأخير المعروف باسم "المشروع الإنشائي العربي"، الذي هدف إلى إنقاذ أراضي فلسطين من الوقوع في أيدي الحركة الصهيونية عن طريق تشجيع الفلاح الفلسطيني ورفع مستواه الأقتصادي والاجتماعي وتحسين حال الأراضي وزيادة إنتاجيتها.

لجأ البرغوثي، بعد نكبة فلسطين، إلى مصر، ومنها انتقل سنة 1949 إلى عمّان، ثم إلى رام الله، حيث صار يلقي محاضرات، تاريخية وأدبية، في محطة إذاعة القدس. وفي سنة 1952، عُيّن عيناً في مجلس الأعيان الأردني، ثم انتخب نائباً في مجلس النواب الأردني في سنة 1954 ورئيساً للجنة القانونية فيه، وعيّن سنة 1955 وزيراً للتربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية، وظل في منصبه هذا فترة قصيرة استقال بعدها رفضاً لمشروع ضم الأردن إلى حلف بغداد، وبقي نائباً حتى قيام الملك بحل المجلس النيابي في حزيران/ يونيو 1956.

سافر البرغوثي سنة 1956 إلى القاهرة لحضور "مؤتمر المحامين العرب"، وأتيحت له آنذاك فرصة مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر على انفراد، كما التقى أمين عام جامعة الدول العربية عبد الخالق حسونة.

توفي عمر الصالح البرغوثي في القدس، ودفن بمقبرة باب الساهرة.

كان البرغوثي وطنياً صادقاً غيوراً مخضرماً، عاصر كلاً من العهد العثماني والبريطاني والأردني، ونشط في كل منها في الحقل العام بالتزام وإخلاص بارزين، كما كان خطيباً مفوَهاً ذا شخصيَة جذابة، أتقن التركية والإنكليزية، وكان من أشد أنصار تعليم البنات في الريف ومن دعاة السفور، وارتبط بعلاقات صداقة وثيقة مع عدد كبير من الساسة العرب والأجانب.

أقيم له حفل تأبين في مدرسة "الفرندز" للصبيان في البيرة في 13 آب/ أغسطس 1965، حضره جمهور غفير وعدد كبير من السياسيين والمؤرخين والكتّاب.

من آثاره:

"تاريخ فلسطين" (الَفه مع خليل طوطح). القدس: مطبعة بيت المقدس، 1923.

"الوزير اليازوري". القاهرة: دار الفكر العربي، 1948.

"المراحل" (مذكرات). بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2001.

 

المصادر:

دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن" (خمسة مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.

شاهين، أحمد عمر. "موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين- الجزء الثاني". غزة: المركز القومي للدراسات والتوثيق. ط 2، 2000.

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د. ن، 1976.

لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.

"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، المجلد الثالث". دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.