حنان عشراوي
ولدت حنان عشراوي- وهي من عائلة تعود أصولها إلى مدينة رام الله- في مدينة نابلس حيث كان يعمل والدها طبيباً. والدها: الدكتور داود ميخائيل؛ والدتها: وديعة أسعد؛ أخواتها: هدى، ومنى، وعبلة، ونادية؛ زوجها: إميل عشراوي؛ ابنتاها: زينة، وأمل.
تلقت حنان عشراوي تعليمها في "مدرسة الفرندز للبنات" في مدينة رام الله. ثم انتقلت إلى بيروت سنة 1964 لدراسة الأدب الإنكليزي في الجامعة الاميركية، وانضمت إلى فرع "الاتحاد العام لطلبة فلسطين" في الجامعة وأصبحت الناطقة باسمه، كما انضمت إلى فرع "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، وشاركت في نشاط عدد من الجمعيات مثل جمعية "الخامس من حزيران"، إضافة إلى مساهماتها في نشاطات إعلامية وفي العمل الاجتماعي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت.
بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي، وعلى شهادة الماجستير من الجامعة الأميركية في بيروت، سافرت حنان سنة 1969 إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث التحقت بجامعة فيرجينيا (University of Virginia) لمواصلة دراساتها في برنامج الدكتوراه، لكنها عادت إلى فلسطين سنة 1973 قبل أن تنهي أطروحة الدكتوراه في الأدب المقارن وأدب العصور الوسطى.
بعد عودتها سنة 1973 إلى الضفة الغربية، أنشأت حنان عشراوي "دائرة اللغة الإنكليزية" في جامعة بيرزيت وترأستها حتى سنة 1978، ثم ترأستها ثانية بين سنتي 1981 و1984، وخلال هذه الفترة، رجعت إلى الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء أطروحة الدكتوراه ومناقشتها في العام الدراسي 1981- 1982.
في سنة 1986، عُيّنت حنان عميدة لـ"كلية الآداب" في جامعة بيرزيت، وبيقت في هذا المنصب حتى سنة 1995.
كانت عشراوي عضواً مؤسساً لـ"لجنة المساعدة القانونية وحقوق الإنسان" في جامعة بيرزيت، منذ تأسيسها سنة 1974 وحتى سنة 1995. كما شاركت في تأسيس "نقابة العاملين في جامعة بيرزيت". وتعرضت، خلال عملها في الجامعة، إلى الكثير من مضايقات سلطات الاحتلال نتيجة مشاركتها في التظاهرات والإضرابات التي كانت تنظم احتجاجاً على انتهاك القوات الاسرائيلية لحرم جامعة بيرزيت أو على إغلاقها، وأوقفت مرات عدة احترازياً ليوم واحد في مناسبات محددة كذكرى الخامس من حزيران/ يونيو، وهي ذكرى احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة سنة 1967، أو ذكرى وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو تاريخ صدوره سنة 1917.
شغلت حنان عشراوي عضوية اللجنة السياسية للانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت في كانون الأول/ ديسمبر 1987، ثم صارت تشارك في الوفد الفلسطيني الذي كان يقابل، بتوجيه من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر قبيل افتتاح مؤتمر مدريد للسلام في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 1991. وبعد انعقاد هذا المؤتمر وبدء جولات التفاوض الفلسطيني- الإسرائيلي في واشنطن، عملت عشراوي بين سنتي 1991 و1993 ناطقة رسمية باسم الوفد الفلسطيني الذي ترأسه الدكتور حيدر عبد الشافي وعضواً في لجنته التوجيهية.
انتخبت في كانون الثاني/ يناير 1996 لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس، وتولت رئاسة اللجنة السياسية فيه بين سنتي 1996 و1997، ثم تولت رئاسة لجنة الإصلاح التشريعي خلال الفترة 2000- 2005. وكانت قد عيّنت بين 1996 و1998 وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، لكنها قدمت استقالتها من هذا المنصب احتجاجاً على عدم تنفيذ خطط الإصلاح الحكومي وخلافها مع القيادة الفلسطينية حول سير مفاوضات السلام.
أعيد انتخاب حنان عشراوي لدورة ثانية للمجلس التشريعي الفلسطيني سنة 2006 عن قائمة "الطريق الثالث" التي ترأسها سلام فياض. وانتخبت سنة 2009 عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وترأست "دائرة الثقافة والإعلام " فيها. وقد احتفظت بهذا الموقع إلى حين استقالتها في كانون االثاني/ نوفمبر 2020.
أسست حنان عشراوي وترأست الكثير من الهيئات والمؤسسات ولا تزال تترأس عدداً منها، وأهمها "الهيئة المستقلة لحقوق المواطن" (المعروفة منذ عام 2007 كـ "الهيئة المستقلة لحقوق المواطن")، لمتابعة وضمان توافر متطلبات حماية حقوق الإنسان في مختلف التشريعات الفلسطينية وممارسات السلطة، و"المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية" (مفتاح)، بهدف تفعيل مبادئ الديمقراطية والحكم الصالح في المجتمع الفلسطيني والتأثير في صُنّاع القرار والرأي العام تجاه القضية الفلسطينية عبر الحوار الفاعل والمعمق والتبادل الحر للمعلومات والأفكار، و"الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة" (أمان)، بصفتها حركة مجتمع مدني تسعى لمكافحة الفساد وتعزيز منظومة النزاهة والشفافية والمساءلة في المجتمع الفلسطيني. وهي أيضاً عضو مجالس أمناء مؤسسات عديدة عربية ودولية، مثل جامعة بيرزيت، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، و"المجلس الدولي لحقوق الإنسان"، و"البنك الدولي/ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، و"معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية"، و"مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن.
مُنحت حنان عشراوي شهادات الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات العربية والأجنبية، مثل "جامعة سانت ماري، هاليفاكس" في كندا سنة 2000، والجامعة الأميركية في القاهرة سنة 2003، والجامعة الأميركية في بيروت سنة 2008 . كما نالت الكثير من الجوائز والأوسمة، مثل "جائزة المرأة العربية المتميزة، للتدخل السياسي" من "مركز دراسات المرأة العربية" في دبي سنة 2005، و"جائزة أولف بالم" سنة 2002، و"جائزة سيدني للسلام" سنة 2003، و"جائزة المهاتما غاندي" التي تقدمها منظمة اليونيسكو سنة 2005، و"وسام الاستحقاق الوطني برتبة ضابط" الفرنسي سنة 2016.
الدكتورة حنان عشراوي شخصية وطنية وسياسية ونسوية فلسطينية رائدة، من أكثر النساء المتميزات في فلسطين والعالم العربي في العديد من الأصعدة بما فيها السياسية، والدبلوماسية، والإعلامية، والأكاديمية، والاجتماعية، والثقافية. أسهمت بشكل فاعل في تطوير المجتمع المدني الفلسطيني، من خلال تأسيسها للعديد من المؤسسات المدنية، وفي إيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم. وهي إلى ذلك أديبة ومؤلفة، أصدرت مؤلفات عن الأدب الفلسطيني والنقد الأدبي، ولها العديد من القصائد والقصص القصيرة، ومقالات حول الثقافة والسياسة الفلسطينيين.
من آثارها:
"الأدب الفلسطيني المعاصر تحت الاحتلال". بيرزيت: جامعة بيرزيت، 1976.
"القصة القصيرة في الأرض المحتلة". (تحرير صبحي شحروري وحنان عشراوي). القدس: الملتقى الفكري العربي، 1988.
“The Contemporary Palestinian Poetry of Occupation.” Journal of Palestine Studies 7, no.3 (1978): 77–101.
The Contemporary Literature of Palestine: Poetry and Fiction. Ann Arbor, MI: University Microfilms International, 1988. (THESIS).
This Side of Peace: A Personal Account. New York: Simon and Schuster, 1995.
From Intifada to Independence. The Hague: Palestine Information Office, Arab League Office, 1989.
المصادر:
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. 2nd ed. revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.
Fischbach, Michael R, ed. Biographical Encyclopedia of the Modern Middle East and North Africa. vol. 1. Detroit: Thomson Gale, 2008.
Victor, Barbara. A voice of reason: Hanan Ashrawi and peace in the Middle East. New York: Harcourt, Brace and Company, 1994.