هي هجوم شنّته الكتيبة الأولى من لواء غفعاتي على الجبهة الجنوبية خلال الأيام العشرة الفاصلة بين الهدنتين (8- 18 تموز 1948). وكان هدف العملية توسيع رقعة انتشار وسيطرة لواء غفعاتي، شرقاً وجنوباً. وقد صدت القوات المصرية جزئياً هذا الهجوم الكبير المندفع جنوبي الرملة في اتجاه النقب، غير أنه نجح في طرد السكان من نحو ست عشرة قرية تقع عند ملتقى أقضية غزة والخليل والرملة. وعلى الرغم من أن الهجوم أخفق في تحقيق هدف وصل الساحل المحتل بالمستعمرات اليهودية في النقب، فإن عملية آن-فار نجحت في "تطهير" المنطقة الواقعة جنوبي الرملة، بين الساحل وتلال الخليل، من أكثر من عشرين ألف مواطن.
كانت الأوامر الصادرة إلى الكتيبة الأولى في لواء غفعاتي تتضمن طرد المدنيين من المنطقة المحتلة، غير أن مصادر اللواء زعمت لاحقاً أن سكان المنطقة فرّوا منها قبل وصول الوحدات المتقدمة إلى قراهم. ويذكر كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" أن قرية تل الترمس (قضاء غزة) احتُلّت خلال إحدى "عدة عمليات تطهير [جرت] في مؤخرة اللواء، لإزالة التهديد والخطر الماثل في وجود تجمعات سكنية عربية في مؤخرة الجبهة." ويستشهد المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس بقائد لواء غفعاتي، شمعون أفيدان، الذي أمر الكتيبة الأولى "بطرد اللاجئين المخيّمين [في تل الصافي، قضاء الخليل]، بغية منع تسلل العدو من الشرق نحو هذا الموقع المهم." غير أن موريس يصرّ على عدم حدوث أية عمليات طرد، وأن سكان القرى فرّوا من تلقاء أنفسهم عند تقدم الوحدات الإسرائيلية. وقد طُرد السكان الذين كانوا في منطقة المسمية الكبيرة (قضاء غزة) عبر منطقة تحتلها إسرائيل في اتجاه غزة. أمّا من تبقى، فقد فرّوا شرقاً نحو الخليل.
مراجع مختارة:
The New York Times. 12 July 1948.
Israeli Ministry of Defense. Toldot Milchemet ha-Qomemiyyut [The History of the War of Independence]. Tel Aviv: Marakhot, 1959, pp. 270-71.
Morris, Benny. The Birth of the Palestinian Refugee Problem 1947-1949. Cambridge: Cambridge University Press, 1978, pp. 212-13.