جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
الفلسطينيون والحزب الشيوعي الإسرائيلي
1948-اليوم

الحزب الشيوعي الإسرائيلي أو "ماكي" هو اختصار للعبارة العبرية "مفلاجا كوميونستيت يسرائيليت"، ويعد امتداداً للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تأسس سنة 1919 مع وصول أفواج المهاجرين اليهود الذين يحملون الأفكار الاشتراكية إلى فلسطين. وفي مطلع سنة 1944، وعقب خلافات سياسية شهدها هذا الحزب بين أعضائه العرب واليهود، تعود جذورها إلى الثورة الفلسطينية الكبرى، انشق الشيوعيون العرب عن هذا الحزب، وأعلنوا تأسيس "عصبة التحرر الوطني في فلسطين"، بينما حافظ أعضاء الحزب اليهود على اسم "الحزب الشيوعي الفلسطيني".

السنوات الأولى

بعد الإعلان إقامة دولة إسرائيل في الرابع عشر من أيار/ مايو 1948، اتخذ الحزب، بقيادة شموئيل ميكونيس، قراراً بتغيير اسمه فأصبح الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وجرى ضم مندوب عنه إلى "مجلس الشعب" الذي أعلنت القيادات الصهيونية تشكيله كي يمارس صلاحيات "مجلس دولة موقت". وتلا ذلك عقد ما سمي بمؤتمر الوحدة في 22 و23 تشرين الأول/ أكتوبر 1948 في مدينة حيفا، عندما أعلن الشيوعيون العرب أعضاء "عصبة التحرر الوطني" في المناطق التي احتلتها إسرائيل، وعلى رأسهم توفيق طوبي وإميل حبيبي، انضمامهم إلى زملائهم اليهود في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي. وصار للحزب تمثيل في الهستدروت، أو الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية.

في سنة 1949، ومع تدهور العلاقات بين الاتحاد السوفييتي ودولة إسرائيل، اتخذ الحزب الشيوعي الإسرائيلي مواقف مناهضة للصهيونية، وطالب بإقامة دولة فلسطينية طبقاً لقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، كما عارض فرض نظام الحكم العسكري على المناطق التي ما زالت تقطنها أكثرية من العرب. وشارك الحزب في انتخابات الكنيست (البرلمان) الأولى، التي جرت في سنة 1949، وحصل فيها على أربعة مقاعد، ثم حصل في الانتخابات التي جرت في سنة 1951 على خمسة مقاعد، وعلى ستة مقاعد في الانتخابات التي جرت في سنة 1955. وفي تلك السنة، انضم إليه عدد من أعضاء الجناح "اليساري" لحزب "مبام" الصهيوني اليساري، على رأسهم موشي سنيه، الذين انشقوا عن حزبهم.

ومع أنه تشكلت في نيسان/ أبريل 1959 حركة قومية عربية باسم "حركة الأرض"، ثم تشكّلت في أواخر آب/ أغسطس 1972 حركة قومية-يسارية باسم "أبناء البلد"، استقطبتا تأييد قطاعات من العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، إلاّ إن قيام السلطات الإسرائيلية بحظر "حركة الأرض" وملاحقة قادتها، وامتناع حركة "أبناء البلد" عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، أبقيا الحزب الشيوعي الإسرائيلي القوة السياسية العلنية الوحيدة بين صفوف هؤلاء العرب الفلسطينيين، والناشطة بين قسم كبير من مثقفيهم الذين وجدوا في منابر الحزب، السياسية والثقافية، مثل "الاتحاد" و"الجديد" و"الدرب" وسائل للتعبير عن أفكارهم و نشر نتاجاتهم، وهو ما ساهم مساهمة فعالة في حفظ الهوية القومية للأقلية العربية في إسرائيل.

انشقاق الحزب

بيد أنه اعتباراً من مطلع الستينيات، راحت تتطور أزمة سياسية وفكرية داخل الحزب الشيوعي الإسرائيلي بين تيارين: الأول صار يدافع عن بعض سياسات إسرائيل ويتبنى مواقف قريبة من الصهيونية، وتزعمه شموئيل ميكونيس وموشي سنيه، والثاني حافظ على عدائه الحازم للصهيونية وتماهيه مع سياسات الاتحاد السوفييتي، وعارض سياسات إسرائيل إزاء القضية الفلسطينية، وأيّد بعض مواقف الرئيس جمال عبد الناصر القومية، وتزعمه مايير فيلنر وتوفيق طوبي وإميل حبيبي. وبرز الخلاف بصورة جلية بين التيارين في 20 أيار/ مايو 1965، عندما نشرت صحيفة الحزب "كول هعام" العبرية (صوت الشعب) مقالين لموشي سنيه وتوفيق طوبي يعرضان وجهتَي نظر مختلفتين حول الموقف الذي ينبغي أن يتبناه الحزب الشيوعي الإسرائيلي إزاء الصراع العربي-الإسرائيلي؛ فبينما ارتأى موشي سنيه أن على الحزب أن يناضل ضد "الشوفينية" اليهودية والعربية على حد سواء، معلناً أنه ما دام العرب لا يعترفون بحق إسرائيل في الوجود لا يمكن التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، ألقى توفيق طوبي مسؤولية المأزق القائم في المنطقة على عاتق حكام إسرائيل الذين يرفضون الموافقة على قرارات هيئة الأمم المتحدة الخاصة بقضية فلسطين. وفي 2 آب/ أغسطس 1965، قرر التياران عقد مؤتمرين منفصلين، وهو ما كرس الانقسام بينهما، بحيث بات هناك حزبان: الحزب الشيوعي الإسرائيلي (ماكي)، و"القائمة الشيوعية الجديدة" ("ريشيما كوميونستيت حداشا"/ راكح)، التي اعترف بها الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية العالمية بوصفها الممثل الوحيد للشيوعيين في إسرائيل.

وفي انتخابات الكنيست التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 1965، حصل "ماكي" على مقعد واحد، بينما حصل "راكح" على ثلاثة مقاعد. وعقب حرب حزيران/يونيو 1967، اعتبر الحزب الشيوعي الإسرائيلي (ماكي) أن إسرائيل خاضت حرباً "عادلة"، ولم يستبعد إجراء بعض تعديلات لمصلحة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967 بينها وبين جاراتها العربيات، وبات الحزب خاضعاً كلياً لسيطرة موشي سنيه، وخصوصاً بعد أن انسحب منه في سنة 1973 عدد من أعضائه، ثم قدم شموئيل ميكونيس استقالته من قيادته. وبعد فترة قصيرة، زال وجوده عملياً عن الساحة السياسية. أمّا حزب "راكح"، الذي نجح في جذب قسم كبير من الناخبين العرب وقسم محدود من الناخبين اليهود، فقد تراوحت المقاعد التي صار يحصل عليها في انتخابات الكنيست اللاحقة ما بين ثلاثة وخمسة مقاعد.

الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وإقامة حركة "حداش"

في سنة 1973، اتخذ حزب "راكح" قراراً باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وهو ما عزز شعبيته في صفوف العرب الفلسطينيين في إسرائيل. وبفضل هذه الشعبية، تمكن أحد قادته، وهو الشاعر توفيق زياد، من الفوز بمنصب رئيس بلدية مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل، خلال الانتخابات البلدية التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر1975. ثم اضطلع زياد نفسه بدور بارز في تنظيم "يوم الأرض" في الثلاثين من آذار/ مارس 1976، الذي تحوّل إلى يوم وطني يحتفل فيه الفلسطينيون في مواقع وجودهم كافة.

وصار حزب "راكح"، المتماهي مع سياسة منظمة التحرير الفلسطينية، يظهر بوصفه المعبّر الرئيسي عن مطامح الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل، رافضاً مبدأ أن تكون إسرائيل "دولة يهودية"، وداعياً إلى ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الدولي رقم 194 وفي سبيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي مطلع أيار/ مايو 1977، اتخذت العلاقات بين حزب "راكح" ومنظمة التحرير الفلسطينية طابعاً رسمياً، عندما انعقد أول اجتماع علني بين وفد من قيادته، برئاسة مايير فيلنر، ووفد من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة براغ التشيكية، صدر عنه بيان مشترك أشار إلى أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر، في جو ودي، حول قضايا النضال المشترك"، وأكدا أن هذا اللقاء "سيكون فاتحة علاقات نامية بين الطرفين وكل القوى التقدمية والديمقراطية الأُخرى".

وفي 15 آذار/ مارس 1977، نجح حزب "راكح"، بالتحالف مع قوى عربية ويهودية صغيرة، كان من بينها منظمة "الفهود السود"، في إقامة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" (حزيت ديموكراتيت لشالوم ولشفيون/ حداش)، وصار، منذ ذلك التاريخ، يخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية تحت هذا الاسم. وقد دعت "حداش" في برنامجها السياسي، الذي خاضت انتخابات سنة 1977 على أساسه، إلى: انسحاب إسرائيل فوراً من جميع الأراضي المحتلة سنة 1967، بما فيها القدس؛ الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة بعد جلاء الجيش الإسرائيلي عنها؛ الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ناطقاً رسمياً باسم الشعب الفلسطيني؛ إلغاء سياسة التمييز والاضطهاد القومي ضد الجماهير العربية في إسرائيل في جميع المجالات؛ الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم في مجالات الإنتاج والخدمات في المدينة والقرية؛ الدفاع عن الحريات الديمقراطية ضد خطر "الفاشية؛ وتأمين المساواة في الحقوق للمرأة في المجالات كافة. وقد حصلت "حداش"، خلال انتخابات الكنيست التي جرت في ذلك العام، على خمسة مقاعد، وذلك بعد أن ارتفعت نسبة تأييد الحزب في الوسط العربي إلى 51 %، بعد أن كانت 23 % في انتخابات سنة 1965، ثم 29 % في انتخابات سنة 1969 و37 % في انتخابات سنة 1973.

انهيار الاتحاد السوفييتي وصعود الأحزاب السياسية الفلسطينية في إسرائيل

في سنة 1989، وهي السنة التي استعاد فيها "راكح" اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي، انفجر خلاف داخل صفوف قيادته بشأن الموقف من سياسة "إعادة البناء" (البريسترويكا) التي انتهجها الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، إذ بينما تحفظ معظم أعضاء هذه القيادة، ضمناً، على هذه السياسة وتخوفوا من تداعياتها، أيّدها عدد قليل منهم، كان في مقدمهم إميل حبيبي، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس تحرير صحيفة "الاتحاد". ونتيجة هذا الخلاف، صدر قرار بإقالة حبيبي من رئاسة تحرير جريدة "الاتحاد"، ردّ عليه هذا الأخير بقيامه في 8 أيار/ مايو من العام نفسه بتقديم استقالته من جميع مناصبه القيادية، ثم أعلن في آب/ أغسطس 1991 خروجه النهائي من صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وتفرغه التام لنشاطه الأدبي.

وكان "راكح" (الحزب الشيوعي الإسرائيلي فيما بعد)، قد ظل الحزب العربي-اليهودي الوحيد في إسرائيل حتى سنة 1984، عندما تشكلت "الحركة التقدمية للسلام" العربية-اليهودية، التي شاركت في انتخابات الكنيست، التي جرت في تلك السنة، وحصلت على مقعدين، بينما حصلت "حداش" على أربعة مقاعد. ثم راحت تظهر، إلى جانبه، أحزاب عربية خالصة منافسة له، ومشاركة في انتخابات الكنيست، مثل "الحزب العربي الديمقراطي" الذي أسسه عبد الوهاب الدراوشة في سنة 1988، و"التجمع الوطني الديمقراطي" (بلد)، الذي تأسس في سنة 1995 نتيجة ائتلاف عدة قوى وشخصيات قومية، و"الحركة العربية للتغيير" التي أسسها في سنة 1996 أحمد الطيبي، و"القائمة العربية الموحدة" التي تأسست في سنة 1996 كذلك بوصفها التعبير السياسي عن الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي.

السياسات الانتخابية

لقد تسبب انهيار الاتحاد السوفييتي، من جهة، وظهور أحزاب عربية منافسة للحزب الشيوعي، من جهة أُخرى، في انخفاض القوة الانتخابية لـ "حداش" في الوسط العربي، إذ لم تتجاوز في انتخابات الكنيست التي جرت في سنة 1992 نسبة 23 %، تجسدت في حصولها على ثلاثة مقاعد.

وفي سنة 2014، وبعد قرار الكنيست رفع نسبة الحسم في الانتخابات، قررت "حداش"، بالتوافق مع "التجمع الوطني الديمقراطي" (بلد)، و"الحركة العربية للتغيير"، و"القائمة العربية الموحدة" تشكيل ائتلاف انتخابي، أُعلن رسمياً في شباط/ فبراير 2015 باسم "القائمة المشتركة"، ترأسها عضو قيادة "حداش" أيمن عودة، ونجحت في انتخابات الكنيست التي جرت في آذار/ مارس من تلك السنة في إيصال ثلاثة عشر نائباً إلى الكنيست، كان من بينهم نائب يهودي عن "حداش". وفي انتخابات الكنيست التي جرت في آذار 2020، حققت هذه "القائمة المشتركة"، برئاسة أيمن عودة، مفاجأة بفوزها بخمسة عشر مقعداً، كان من ضمنهم كذلك نائب يهودي عن "حداش".

وهكذا، وعلى الرغم من التقلبات التي شهدها نفوذه السياسي وقوته الانتخابية، فإن الحزب الشيوعي الإسرائيلي بقي محافظاً على طابعه العربي-اليهودي، ومتمسكاً بمواقفه المناهضة للصهيونية والداعية إلى النضال المشترك ضد الاحتلال ومن أجل المساواة القومية.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/11/14
E.g., 2024/11/14

يرجى محاولة عملية بحث جديدة. لا يوجد أي نتائج تتعلق بمعايير البحث الحالية. هناك العديد من الأحداث في التاريخ الفلسطيني والجدول الزمني يعمل جاهدا لالتقاط هذا التاريخ.