مكان

اللطرون

مكان
اللَطْرُون
اللواء
اللد
المحافظة
الرملة
متوسط الارتفاع
250 م
المسافة من الرملة
14 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 120
1944/45 190 190
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 7724 134 518 8376
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 720 501 1221
البناء 4 4
724 501 1225 (15%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
حبوب 6554 134 17 6705
الأراضي المزروعة والمروية 439 439
الموز و الحمضيات 7 7
7000 134 17 7151 (85%)
عدد المنازل (1931)
16

كانت القرية قائمة على تل عند نقطة التقاء طريق الرملة – القدس العام بغيره من الطرق العامة، المؤدية إلى غزة ورام الله. وكان موقع القرية هذا إلى الجنوب مباشرة من طريق روماني قديم كان يمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر عماوس/ عمواس صاعداً الجبال إلى القدس. ونظراً إلى قرب موقع اللطرون من هذا الطريق فقد كان له أهمية استراتيجية. ومن الجائز أن يكون اسم القرية مستمداً من عبارة Le Toron des Chevaliers ('برج الفرسان' في الفرنسية القديمة) التي كانت تطلق على قلعة بناها الصليبيون في الموقع بين سنة 1150 وسنة 1170، ثم استولى صلاح الدين الأيوبي عليها في سنة 1187 . وقد انتقل إلى اللطرون مهاجرون من القرى المجاورة في أثناء ولاية مصطفى ثريا باشا (1852 – 1862). في أواخر القرن التاسع عشر، كانت اللطرون قرية صغيرة مبنية بالطوب داخل أسوار قلعة الصليبيين . وقد أنشأ الرهبان اللاترابيون (Trappists) الفرنسيون ديراً ومدرسة زراعية على منحدر قريب من القرية في سنة 1890؛ واشتهر هذا الدير لاحقاً بما ضم من كروم العنب. وقد صُنِّفت اللطرون مزرعة في 'معجم فلسطين الجغرافي المفهرَس' (Palestine Index Gazetteer)، الذي وُضع أيام الانتداب البريطاني.

كشفت المقابلات التي أُجريت مع الرهبان الذين وصلوا إلى اللطرون قبل سنة 1940، أنه كان ثمة قريتان بهذا الاسم: اللطرون القديمة، واللطرون الجديدة. وكانت اللطرون القديمة تقع على بعد 100م إلى الشرق من الدير، بينما بُنيت اللطرون الجديدة نحو سنة 1940 على بعد 400 – 500م إلى الجنوب من الدير. وكان الرهبان اشتروا أرض اللطرون القديمة ومنازلها وبنوا لسكانها عشرين منزلاً جديداً بدلاً منها، لكن بعيداً عن الدير بحيث يستطيع الرهبان أن ينعموا بجو هادئ.

كان سكان اللطرون في معظمهم من المسيحيين، ويزرعون الحبوب والفول. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 7 من الدونمات مخصصاً للحمضيات والموز، و6554 دونماً للحبوب، و439 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان السكان يستمدون مياه الشرب من بئر الحلو بواسطة الأنابيب، وذلك بمساعدة دير الرهبان اللاترابيين (Trappists). وكانت اللطرون تضم آثار القلعة الصليبية، وقبوراً منقورة في الصخر، وقناة ماء. وكان ثمة على بعد 2 كلم إلى الغرب من اللطرون خربة جديرا، حيث وُجد برج خرب، وثلاثة صهاريج كبيرة ذات سقوف معقودة القناطر، وناووس منحوت من حجر.

كانت هذه القرية ذات الموقع الاستراتيجي، المتحكمة في طريق القدس – يافا العام، ميداناً لسلسلة طويلة من المعارك في أثناء الحرب. فقد شُنَّت ست هجمات إسرائيلية منفصلة للاستيلاء على نتوء اللطرون بين أواسط أيار/ مايو 1948 وأواسط تموز/ يوليو 1948؛ أدت الهجمة الأولى، التي تمت في أثناء عملية مكابي، إلى استيلاء لواء غفعاتي على اللطرون مدة وجيزة في 16 – 17 أيار/ مايو، وذلك استناداً إلى 'تاريخ حرب الاستقلال'. وقد حدث ذلك بينما كان جيش الإنقاذ العربي يسلِّم الجيش العربي الأردني مواقعه. إلاّ إن القوات العربية استردت اللطرون بعد أن استُدعيت وحدات غفعاتي إلى الجبهة الجنوبية.

بُعَيْد مدة قصيرة شنَّ لواء شيفع (السابع) المكون حديثاً، والكتيبة الثانية من لواء ألكسندروني، عملية بن – نون (المرحلة أ) للسيطرة على طريق القدس. غير أن محاولة الاستيلاء على اللطرون صدَّها الجيش العربي الذي كبَّد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأفراد. وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن وحدات الجيش العربي اندفعت نحو المنطقة للمشاركة في معركة الساعات الأربع والعشرين، في 25 – 26 أيار/ مايو. وقد امتد القتال لاحقاً إلى منطقة خلدة وبيت جيز. أمّا المرحلة ب من عملية بن – نون فقد نفذت في 30 أيار/ مايو، ووصلت الوحدات الإسرائيلية إلى مخفر شرطة اللطرون، إلاّ إن مجموعة اللغّامين المكلَّفة تدمير البناء تعرضت للنيران فاضطرت إلى الانسحاب. وفي 31 أيار/ مايو، أخبر القائد الإسرائيلي مراسل 'نيويورك تايمز' أن الهجوم خلَّف القرية وقد احترق معظمها، وأتلف محتويات مخفر الشرطة.

بعد هذا الإخفاق، ركّز الإسرائيليون جهودهم على إيجاد طريق بديل إلى القدس، يتجاوز اللطرون. وأدى هذا المسعى إلى اعتماد ما سُمِّي 'طريق بورما' (الذي سُمِّي باسم طريق الإمداد الصيني في الحرب العالمية الثانية)؛ وهو طريق ترابي يلتف جنوباً من حول دير محيسن، ثم يتصل بالطريق العام في ساريس. ولمّا كان هذا الطريق لا يفي بالأغراض العسكرية، فقد بُذلت محاولة رابعة لاحتلال اللطرون في ليل 8 – 9 حزيران/ يونيو. ويذكر 'تاريخ حرب الاستقلال' أن عملية يورام كانت تقضي بالهجوم على القرية من جهة الجنوب الشرقي، عن طريق احتلال تلَّيْن مشرفين. وهذه المرة أيضاً صَدَّت قوات الجيش العربي وحدات لواءي هرئيل ويفتاح، وردَّتها على أعقابها. بعد فترة قصيرة من هذا الهجوم، أي في 18 حزيران/ يونيو، فجرت 'قوات الصدام' التابعة للإرغون جزءاً من دير اللطرون. ونقلت 'نيويورك تايمز' عن الإرغون قولها إن الدير كان من معاقل الجيش العربي الحصينة. لكن في أواسط الشهر اللاحق، كتب مراسل وكالة إسوشييتد برس 'أن الرهبان اللاترابيين (Trappists) الأجلاّء ما زالوا يتشبثون بدير اللطرون الشهير تحت العلم الفرنسي، على الرغم من القصف المتكرر عليهم من المدافع الإسرائيلية.' وأضاف تقرير الوكالة 'أن مراسلي الصحف الأجانب المحايدين، والمجازين من الجيش العربي الأردني، كانوا يزورون اللطرون باستمرار في أثناء حرب فلسطين ولم يكتشفوا أي دليل على انتهاك العرب حرمة الدير.' وكان الدير تعرض سابقاً مرة واحدة، على الأقل، لهجوم شنته القوات الصهيونية؛ وذلك استناداً إلى صحيفة 'فلسطين'. فقد ذكرت هذه الصحيفة في 16 نيسان/ أبريل، أن قافلة يهودية أطلقت النار، في أثناء مرورها، على بعض العاملين في أراضي الدير فجرحت اثنين منهم وحطمت بعض النوافذ .

ولقد جاءت المحاولة الخامسة للاستيلاء على اللطرون، في سياق عملية داني، في 15 – 16 تموز/ يوليو بعد نهاية الهدنة الأولى من الحرب. ومع اقتراب موعد الهدنة الثانية قرّر قائد العملية أن يركز على اللطرون. وكانت خطته تقضي بأن يفصل القرية عن جوارها ويهاجمها من الشرق. لكن القوة المكلفة عزل القرية أخفقت في مهمتها وتكبدت، في مجابهة الجيش العربي، تسع عشرة إصابة؛ وذلك استناداً إلى الرواية الرسمية الإسرائيلية.

أمّا المحاولة السادسة والأخيرة، قبيل الهدنة الثانية في 18 تموز/ يوليو، فقد اشتملت على غارة صدامية مباشرة شنتها وحدات من لواء يفتاح. وكانت قوات يفتاح مجهزة بعدة عربات مصفحة، بينها دبابتان من طراز كرومويل استقدمتا من القطاع الشمالي. إلاّ إن عطلاً فنياً طرأ على إحداهما، الأمر الذي أدى إلى إخفاق هذا المسعى. وبعد يومين من بداية الهدنة، أفاد نبأ عاجل، ورد في 20 تموز/ يوليو على صحيفة 'نيويورك تايمز'، أن القوات الإسرائيلية طوَّقت اللطرون تطويقاً تاماً. لكن الوصول إليها من الأراضي العربية بقي ممكناً بواسطة طريق يصلها برام الله. وفي 10 آب/ أغسطس، أعلن وسيط الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت (Folke Bernadotte) أن الجيش العربي انسحب من اللطرون بعد أن سيطر عليها عدة أسابيع، من دون أن يذكر سبب الانسحاب. وفي اليوم التالي، أمر برنادوت القوات الإسرائيلية بالانسحاب من التلة 312 الواقعة على طريق اللطرون – رام الله، لأن الموقع احتُلّ بعد إعلان الهدنة. وجاء في تقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز' أن إسرائيل كانت وافقت على إخلاء قريتين مجاورتين لم تذكر اسميهما، وعلى السماح لأربعمئة نسمة من سكانهما بالعودة. لكن في 12 آب/ أغسطس، فُجِّرت محطة ضخ في اللطرون، وذُكر في التقارير الصحافية أن 'التحقيقات الأولية أشارت إلى المقاتلين العرب غير النظاميين.' ورداً على ذلك، أبطلت الحكومة الإسرائيلية أوامرها بإخلاء القريتين. ثم سحب برنادوت طلبه بانسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة اللطرون؛ وذلك استناداً إلى خبر صحيفة 'نيويورك تايمز'.

ويذكر 'تاريخ حرب الاستقلال' أن إسرائيل حصلت، بمقتضى اتفاقية الهدنة مع الأردن، على حق استعمال طريق القدس – اللطرون . وقد انجرَّ عن ذلك أن صارت اللطرون القديمة جزءاً من الضفة الغربية واستخدمت معسكراً للجيش الأردني، بينما باتت اللطرون الجديدة جزءاً من المنطقة المجردة من السلاح. وقد انتقل سكان اللطرون إلى قرية عمواس المجاورة في الضفة الغربية، وظلت منازلهم خالية حتى سنة 1967، حين احتل الجيش الإسرائيلي اللطرون في حرب حزيران/ يونيو.

أُنشئت مستعمرة نفي شلوم على أراضي القرية في سنة 1983.

دُمِّرت المنازل كلها في اللطرون الجديدة. وينبت عشب ذيل الفار والنباتات الشائكة بكثافة بين أنقاض تلك المنازل. كما ينبت في الموقع عدد قليل من شجر اللوز والخروب ونبات الصبّار.

t