ألفرد روك
ولد ألفرد روك في مدينة يافا لعائلة مسيحية من طائفة اللاتين.
والده: بطرس.
والدته: إميلي كاتافاجو.
زوجته: أوليندا بالدنسبرجر. Olynda Baldensperger
ابنتاه: فورتونيه؛ بوليت. Fortunée, Paulette
أخواه: ألفونس؛ ميشيل، بالإضافة إلى أخ غير شقيق، اسكندر، من زوجة بطرس الأولى.
أخته: ماري.
تلقى ألفرد روك دراسته الابتدائية والإعدادية في مدرسة الفرير في يافا، ثم في مدرسة عينطورة في لبنان.
سافر إلى فرنسا لدراسة الزراعة، حيث التحق بمدرسة "بوفيه" الزراعية (Beauvais) وحصل فيها على شهادة مهندس زراعي. وبعد عودته إلى فلسطين، شرع في تحسين زراعة البرتقال اليافاوي، وأجرى اختبارات واسعة في بيارته حتى صار مرجعاً في زراعة البرتقال وتسويقه.
شغلته هموم وطنه، ولا سيما تدفق المهاجرين اليهود على مدينة يافا. وخلال نزهة مع أصدقاء له قرب مستعمرة "ريشون لتسيون" في 23 أيلول/ سبتمبر 1902، وقعت مشاجرة مع بعض المستوطنين، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحدهم.
اضطر ألفرد روك في إثر ذلك إلى السفر إلى اليونان والإقامة فيها حتى سنة 1908، تاريخ إعادة العمل بالدستور العثماني، فرجع إلى فلسطين، وأخذ على عاتقه شرح القضية الفلسطينية عن طريق المحاضرات والندوات. في سنة 1911، أسس نادياً رياضياً في مدينة يافا، ثم اختير رئيساً له مدى الحياة. وخلال الحرب العالمية الأولى اختير عضواً في بلدية يافا، وهو المنصب الذي شغله أيضاً بين سنتَي 1927 و1934.
عندما أعلن الشريف حسين، شريف مكة، الثورة العربية على العثمانيين في حزيران/يونيو سنة 1916، أظهر ألفرد روك وبعض رفاقه تعاطفهم معها، ونشطوا لكسب التأييد لها وشرح غايتها وأهدافها، فأبعدته السلطات العثمانية إلى الأناضول. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عاد إلى مدينته، وراح يعمل في مجال تصدير البرتقال اليافاوي، وخصوصاً إلى بريطانيا، وينشط في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية.
شارك ألفرد روك في سنة 1927 في إنشاء "الحزب الحر الفلسطيني" في مدينة يافا، إلى جانب عبد الرؤوف البيطار والشيخ عبد القادر أبو رباح وآخرين، وكان من ضمن أهداف هذا الحزب، الذي عارض الدعوة إلى الوحدة العربية، العمل على ضمان "الاستقلال التام بتحقيق الأماني الوطنية والسيادة القومية؛ الدفاع عن الحرية الشخصية بأنواعها؛ السير بالبلاد نحو وحدة قومية اجتماعية". بيد أن هذا الحزب بقي حزباً محلياً مقتصراً على مدينة يافا، ولم يعمر طويلاً.
كان ألفرد روك من اعضاء المؤتمر العربي الفلسطيني السابع الذي عُقد في مدينة القدس في حزيران/يونيو 1928 بمشاركة "المجلسيين" (مؤيدو محمد أمين الحسيني، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى) و"المعارضين" على السواء، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية العربية التي انبثقت منه.
اختير ألفرد روك في مطلع أيلول/ سبتمبر 1929 عضواً في اللجنة الإدارية التي انبثقت من المؤتمر الوطني الذي عقد في مدينة يافا احتجاجاً على السياسة القمعية التي انتهجتها سلطات الانتداب البريطاني عقب اندلاع "هبّة البراق" في أواخر آب/ أغسطس من السنة نفسها. ثم اختارته اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني في 21 كانون الثاني/ يناير 1930 عضواً في الوفد العربي الفلسطيني الذي توجّه إلى لندن في آذار/ مارس من السنة نفسها، برئاسة موسى كاظم الحسيني، للتباحث مع رئيس الحكومة البريطانية رامزي ماكدونالد ووزير المستعمرات في حكومته اللورد باسفيلد في تداعيات تلك الهبّة وفي مضمون تقرير لجنة التحقيق البريطانية التي عرفت باسم "لجنة شو"، وللمطالبة بوضع حد للهجرة اليهودية إلى فلسطين ومصادرة الأراضي ونقل ملكيتها إلى المنظمات الصهيونية.
انتسب ألفرد روك إلى "الحزب العربي الفلسطيني" المقرّب من مفتي القدس محمد أمين الحسيني، الذي تأسس في آذار/ مارس 1935، وانتخب نائباً لرئيسه جمال الحسيني. وفي 20 نيسان/ أبريل 1936 كان ضمن الذين وقعوا بيان رجالات يافا الذي دعا أهالي المدينة إلى المشاركة في الإضراب العام، واختير عضواً في اللجنة المشرفة على تنفيذ الإضراب. كما اختير في 25 من الشهر نفسه عضواً في "اللجنة العربية العليا لفلسطين"، برئاسة مفتي القدس محمد أمين الحسيني، التي طالبت بوقف الهجرة اليهودية وقفاً تاماً؛ ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود؛ وإنشاء حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي.
في 20 آب/ أغسطس 1936، كان ألفرد روك أحد موقعي بيان زعماء المسيحيين في فلسطين، الذين ناشدوا العالم المسيحي إنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني، ولفتوا أنظار مسيحيي العالم إلى مخاطر السياسة البريطانية، الداعمة للمشروع الصهيوني، على مستقبل فلسطين.
تقدم ألفرد روك للشهادة أمام لجنة التحقيق البريطانية في أحداث الثورة الفلسطينية التي ترأسها اللورد بيل وزارت فلسطين في خريف سنة 1936.
وحين حلّت سلطات الانتداب البريطاني "اللجنة العربية العليا لفلسطين" في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1937، ونفت بعض أعضائها إلى جزر سيشل، كان ألفرد روك مع عوني عبد الهادي في جنيف يتابعان جلسات عصبة الأمم ويدعوان للقضية الفلسطينية، فأفلت من النفي، لكن حظر عليه دخول فلسطين.
شارك ألفرد روك في عضوية الوفد الفلسطيني إلى المؤتمر الذي عُقد في شباط/فبراير1939 في قصر "سانت جيمس" في لندن، وترأسه جمال الحسيني.
في سنة 1942 عاد ألفرد روك من لبنان إلى فلسطين، وذلك بعد أن سمحت له سلطات الانتداب البريطاني بذلك.
أصيب ألفرد روك بسكتة قلبية، يوم 22 نيسان/ أبريل 1942 بالقرب من سينما أبولو في حي العجمي في مدينة يافا، وهو في طريقه إلى مكتبه، ونقل إلى المشفى الفرنسي في المدينة حيث توفي بعد وصوله إليه بقليل، وشيع جثمانه بعد ظهر اليوم التالي في حي العجمي ودفن في مقبرة اللاتين في مدينة يافا.
ألفرد بطرس من الشخصيات القيادية الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني، ومن أشهر رجالات طائفة اللاتين الفلسطينية؛ كان وطنياً صادقاً مناهضاً بشدة للصهيونية وللاستعمار؛ وقد شهد له معاصروه بحبه الكبير لوطنه وإخلاصه العظيم له.
المصادر:
جريدة "فلسطين". 23 نيسان/ أبريل 1924.
الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917 – 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.
دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن". بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.
زعيتر، أكرم. "يوميات الحركة الوطنية الفلسطينية، 1935 – 1939". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1980.
"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام". المجلد الأول. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.
The Palestine Post, 23 April 1942.